دعت ابتســامة رضــا لإحــداث مرصــد وطنــي للوقايــة مــن الانتحار تــوكل لــه مهمــة جمــع المعطيــات والبيانـات المتعلقـة بالانتحار ومحـاولات الانتحـار بالمغـرب وتحديثهـا فـي حينهـا. وتبعـا للممارسـات الدوليـة الفضلـى، فهـذه الهيئـة ستشـكل الضامـن الوحيـد لموثوقيـة وصالحيـة هـذه البيانـات، والمـزود العمومـي بهـذه البيانــات والمعطيــات علــى الصعيــد الوطنــي، ليفســح المجــال بذلــك أمــام تبنــي مخططــات عمــل مســتهدفة وقيــاس مــدى فعاليــة ونجاعــة الإجراءات المتخــذة علــى الصعيــد الوطنــي.
وتميزت الحملة هذه السنة، بتوجه الجمعية إلى الوسائل الإعلامية رفقة فاعلين في قطاع الصحة العمومية، لأول مرة، بحضور الدكتــور عمــر بــورام، متخصــص بالصحــة العموميــة، مصلحــة الصحــة العقليــة لــدى وزارة الصحــة، والبروفيســور أخصائــي الطــب النفســي محمــد أكــوب، رئيــس مصلحــة الطــب النفســي بالمركــز الاستشــفائي الجامعــي ابــن رشــد ورئيــس العصبــة المغربيــة للصحــة العقليــة.
وخلال هــذا اللقاء، تحدث الدكتــور بــورام عن انخراط وزارة الصحــة في تنزيــل الإستراتيجية الوطنيــة للوقايــة مــن الانتحار بالمغــرب، إلــى جانــب بعـض من التدابيــر والإجراءات المواكبــة لتنفيذهــا. وتنــدرج هــذه التعبئة المؤسساتية فـي إطـار توصيـات المنظمـة العالميـة للصحـة التـي تـروم الترويـج، التنسـيق ودعـم مخططـات العمــل والبرامــج المتعــددة القطاعــات للوقايــة مــن النزعــات والسلوكات الانتحارية علــى الصعيــد الوطنــي، الجهـوي والمحلـي.
وكفاعـل بقطـاع الصحـة، تدخـل البروفيسـور أكـوب لتقديـم بعـض المعطيـات الخاصـة بالأرقام المنبثقـة عـن الدراسـات المنجـزة لـدى المركـز الاستشفائي الجامعـي ابـن رشـد. كمـا اسـتعرض بالتفصيـل الطريقـة المتاحـة أمـام متدخلـي قطـاع الصحـة العقليـة لبلـورة توصيـات المنظمـة العالميـة للصحـة بمجـال الوقايـة مـن الانتحار، علـى صعيـد المؤسسـات والأنظمة الصحية، وخاصة بتيسـير الولـوج للعالج، توفيـر المعالجـات الملائمة لتقليص خطـر النزعـة الانتحارية، والتتبـع الجيـد لمسـار العـلاج ودون إغفـال اسـتعمال اللغـة والرسـائل المناسـبة؛ علمـا أن كل ذلــك ينــدرج ضمــن السياســات التكوينيــة والمســتنبطة مــن الممارســة اليوميــة لمقدمــي الخدمــات والعلاجـات الطبيـة.
وبدورهــا، أشــادت مريــم بوزيــدي العراقــي، الرئيســة والمؤسســة الفعليــة لابتســامة رضــا، بالاهتمام الـذي خصصتـه هـذه المؤسسـة الصحيـة العليـا للموضـوع، حيـث قالـت “عندمـا شـرعنا فـي التعبئـة والتطـرق لإشـكالية معانـاة الشبـاب والوقايـة مـن خطـر الانتحار، كنـا آنـذاك لوحدنـا. وهـا نحـن اليـوم، بعدمـا قطعنـا مسـارا طويلا في هذا النضــال، نكــون قــد نجحنــا فــي استشــعار كافــة مكونــات المجتمع والســلطات العموميــة علــى وجــه الخصــوص بهــذه الآفة. والتنزيــل الفعلــي لاســتراتيجية وطنيــة للوقايــة مــن الانتحار ســيكون اســتجابة لتوصيــات المنظمــة العالميــة للصحــة التــي تعتبــر منــع الانتحار ضــرورة عالميــة، وذاك شــوط مهــم مــن هــذا النضــال الــذي يفتــرض فيــه أن يشــكل مســألة رأي عــام، الــكل معنــي بهــا”.