الاعتداءات الجنسية على الأطفال طرق الوقاية

تم تسجيل 3.295 قضية اعتداء جنسي على الأطفال بالمغرب عام 2022. الأرقام الحقيقية هي ضعف الأرقام المسجلة في محاضر رسمية، بحسب دراسة لجمعية «أمان»، بسبب استمرار التعامل مع الاعتداء الجنسي على الأطفال كطابو.الدكتورة شنان صوفية، أخصائية نفسية إكلينيكية، ومستشارة رابطة أخصائي الصحة النفسية والعقلية، تقدم أضاءات للتعامل مع حوادث الاعتداءات الجنسية...
صوفية شنان
أخصائية نفسية إكلينيكية

تظهر علامات الاعتداءات الجنسية على الأطفال بصورة متفاوتة ومغايرة، وحسب الدكتورة شنان ، فمن منظور علم النفس، «لا يوجد علامات واضحة صريحة لتعرض الطفل لاعتداء جنسي، ولكن يظهر ذلك من خلال عدة مؤشرات، قد تكون سلوكية، عاطفية أو على المستوى الجسدي، ويجب على الأسر أن تكون على وعي بهذه العلامات، حتى لا تقع في الغفلة أو في بعض الأحيان المبالغة في حماية الأطفال، بسبب التسرع، إذ يجب التأكد من هذه المؤشرات قبل إصدار أحكام.

 من أهم المؤشرات السلوكية هو التحول المفاجئ في سلوك الطفل إما أن يتحول الطفل إلى الانطوائية المبالغة، أو العدوانية غير المبررة، وهناك بعض السلوكيات التي قد تحمل إشارات أو معاني كأن يمارس الطفل ألعاب أو يقوم بأداء حركات تحمل طابعا جنسيا، وهو أمر غير مقبول للأطفال. من المؤشرات التي يجب الانتباه اليها أيضا « اضطرابات النوم، الخوف والفزع خلال ساعات النوم، وخوف الطفل من شخص معين أو رفض مقابلته، وأحيانا يعكس التبول اللا إرادي الليلي التعرض للاعتداء الجنسي، وكذلك التأخر الدراسي المفاجئ، القلق الزائد، الانخفاض في تقدير الذات، وتحول الطفل إلى عدم الاهتمام بالأنشطة المعتادة،مع انخفاض شعوره بالمتعة تجاه ما يحب».

 الخوف الزائد هو من أهم العلامات العاطفية، وتضيف إليها الأخصائية «العلامات الجسدية، مثل الندبات أو السحجات بالمناطق الحميمية للأطفال، الالتهابات المتكررة في المناطق الحميمية، خروج الدم من فتحة الشرج، وهنا تجدر الإشارة إلى أن على الوالدين الانتباه إلى وجود أكثر من عرض على أبنائهم حتى يشكوا في احتمالية التعرض للاعتداءات الجنسية، ويجب التعامل بجدية مع شكوى الأطفال من البالغين أو الخوف منهم، وأيضا يمكن اللجوء لطبيب الأطفال أو الأخصائي النفسي في حالة الشك لتعرض الطفل الى الاعتداءات الجنسية».

تؤثر الاعتداءات الجنسية على الأطفال بصورة بيولوجية ونفسية، وحسب الأخصائية « يصل تأثير الاعتداء الجنسي على الأطفال إلى ثقتهم بأنفسهم في المرتبة الأولى، فالطفل يشعر أنه فقد السيطرة على نفسه بطريقة مؤذية وعنيفة، فيشعر بالذنب تجاه نفسه، ويعتقد في داخله أنه لا يستحق الحماية، لأنه أجرم في حق جسده ولم يحميه، وبالتالي يميل إلى الانعزال، أو تصبح لديه رغبة مفرطة في الحماية بواسطة الآخرين، فيخاف أن يظل بمفرده، ويصبح لديه تعلق مرضي بالآخر، والأخطر أن هذا الطفل قد يتحول إلى بيدوفيلي في الكبر لأنه يرغب في تكرار ما حدث معه مرة أخرى ولكن مع أطفال آخرين.

وقاية استباقية

حصل مقطع فيديو قصير لمعلمة تغني مع تلاميذها باللغة الإنجليزية لتوعيتهم بخصوصية وأهمية احترام خصوصية جسدهم، على معدلات مشاهدة ومشاركة قياسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، مما يعكس أن الاعتداءات الجنسية على الأطفال تحولت إلى هاجس لدى العديد من الأسر.نؤكد شنان على الجانب الوقائي «الوقاية المبكرة هي كلمة السر، ويجب التفكير في الفئات الأكثر هشاشة، وضرورة نشر التوعية بين الأطفال، حول حدود التلامس بينهم وبين البالغين، وايضاً تلقين الطفل تربية وقائية، عن الأماكن الخاصة الغير مسموح لأي شخص رؤيتها أو لمسها، كما يجب على الوالدين التواصل مع أطفالهم بلغة سهلة وبسيطة حول أهمية رفض اللمسات الغير مستحبة، و تدريبهم على الاستقلالية بحيث لا يحتاج إلى مساعدة البالغين، وهنا يجب الإشارة إلى أن الأكثر عرضة للاعتداءات الجنسية هم الأطفال من ذوي الإعاقة، والأطفال الذي يعانون من الخجل المفرط وضحايا إهمال الوالدين أو انفصالهم حيث أن ترك الأبناء مع المساعدين أو السائقين لفترات طويلة هو أمر خطير، يعرض الطفل للعزلة الاجتماعية وبالتالي يكون أكثر عرضة للاعتداء، مع العلم أن الأشخاص البيدوفيليين يجيدون اختيار ضحاياهم وغالباً ما يكونون من الأطفال المهملين من جانب الوالدين.

تحدثت مستشارة رابطة أخصائيي الصحة النفسية والعقلية حول ضرورة التوعية من التعرض للاعتداءات الجنسية، دون إثارة الخوف أو الهلع لدى الأطفال، حيث يجب أن يشعر الطفل بأنه يعيش في بيئة آمنة، وألا يخاف من العقاب حين الحديث عن أي موضوع، مع الاشارة الى أهمية عدم وجود أسرار بين أفراد الأسرة الواحدة بالمنزل.

 

ماذا بعد الاعتداء الجنسي ..؟!

هل انتهت حياة الطفل المعتدى عليه..؟، وهل يتحول بالضرورة إلى مريض نفسي ؟

تؤكد الأخصائية النفسية على أن النتيجة تتوقف على أسرة الطفل، ومدى الدعم الذي يحصل عليه، في البداية عندما اكتشف الوالدان تعرض ابنهم لاعتداء جنسي، كيف تصرفوا؟.، حيث يجب أن يتمتعوا بضبط النفس والابتعاد عن الخوف والصراخ، حتى لا يتوقف الطفل عن الحديث، وأن يظلوا في حالة استماع إيجابي ، مع عدم طرح الأسئلة التي تضع الطفل تحت الضغط، فمن الأفضل أن يحكي الطفل ما يريد، وهنا يجب الإشارة إلى أهمية الاستعانة بالطبيب والأخصائي النفسي. 

حماية الطفل من الطرف المعتدي إذا كان معروفا وملاحقته قانونيا، هي أمر بالغ الضرورة، إضافة الى أن توعية الطفل يأن ما حدث ليس ذنبه، وأنه خطأ الشخص البالغ ومسؤوليته بالكامل، ويجب على الأسرة العمل على استعادة ثقة الطفل بنفسه ومحيطه و أن يتأكد لديه مفهوم الخصوصية.

تصحيح الأفكار الخاطئة والمشوهة لدى الطفل خطو مهمة، ويجب أن تكون لدى المعالج خطة مرافقة كاملة لحالة الطفل الذي من الممكن أن تظهر عليه آثار الاعتداء على المدى القريب أوالبعيد، وهنا يجب الإشارة إلى أن كل طفل يتعرض للاعتداء الجنسي، لن يكون بالضرورة مريضا نفسيا في المستقبل، لأن هذا يتوقف على تعامل الأسرة مع الموقف، وتوعيته ومرافقته في رحلة العلاج والتعافي من آثار هذا الاعتداء.

أربع شهادات لضحايا ما سمي ب "المسيرة السوداء" كانت محور الفيلم الوثائقي "تمزق" الذي احتضن مسرح محمد الخامس بمدينة الرباط ليلة أمس 10 نونبر 2025 العرض ما قبل الأول منه.
تم تسجيل 3.295 قضية اعتداء جنسي على الأطفال بالمغرب عام 2022. الأرقام الحقيقية هي ضعف الأرقام المسجلة في محاضر رسمية، بحسب دراسة لجمعية «أمان»، بسبب استمرار التعامل مع الاعتداء الجنسي على الأطفال كطابو.الدكتورة شنان صوفية، أخصائية نفسية إكلينيكية، ومستشارة رابطة أخصائي الصحة النفسية والعقلية، تقدم أضاءات للتعامل مع حوادث الاعتداءات الجنسية...
انعقد اليوم الإثنين بالديوان الملكي، اجتماع ترأسه مستشارو الملك، الطيب الفاسي الفهري وعمر عزيمان وفؤاد عالي الهمة، مع زعماء الأحزاب الوطنية الممثلة بمجلسي البرلمان، بحضور كل من وزير الداخلية ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.