المغرب الصاعد

”بين لحظة رياضية وأخرى سياسية، من الأكيد أن هناك مرحلة أخرى ندخلها كمغاربة...“

هل يمكن أن نقيس نبض الفرحة التي عاشها المغاربة، ليلة الأحد الذهبي ؟ وهل يمكن بمقياس البلاغة اللغوية أن نجد  عبارات تقول كل شئ عن لحظة ملحمية ؟ حمل الشباب كأس العالم، وتوجوا المغرب بلقب البطولة العالمية، وحققوا الحلم المغربي.

لم يكن الأحد 19 اكتوبر يوما عاديا في تاريخ المغرب، ففي لحظة مكثفة أخرى صباح ذات الأحد، وبرئاسة ملكية، سينعقد مجلس وزاري بحصة قرارات غير مسبوقة،  على رأسها تسريع أوراش «المغرب الصاعد»، وتحقيق تنمية وطنية تجمع بين العدالة الاجتماعية والتنمية المجالية المندمجة، في خدمة كل المواطنين على قدم المساواة.

على رأس القرارات أيضا، تعزيز  الميزانيات المخصصة لقطاعي الصحة والتربية الوطنية، ليصل إلى غلاف مالي إجمالي يقدر ب140 مليار درهم، بالإضافة إلى إحداث أزيد من 27.000 منصب مالي لفائدة القطاعين و مواصلة توطيد أسس الدولة الاجتماعية.

رفع المجلس سقف الفاعلية والأثر عبر مشاريع قوانين تنظيمية ضمنها  تخليق الاستحقاقات التشريعية المقبلة وإفراز نخب شابة، تخصيص الدوائر الانتخابية الجهوية حصريا لفائدة النساء ، وتحفيز الشباب الذين لا تفوق أعمارهم 35 سنة، على ولوج الحقل السياسي، بإجراءات ملموسة مبسطة وإقرار تحفيزات مالية مهمة لمساعدتهم على تحمل مصاريف الحملة الانتخابية».

كيف يمكننا قراءة كل هذه المعطيات والأحداث التي عرفها أسبوع مغربي واحد ؟ 

وهل يمكن أن نقرأها خارج قوس المواطنة التي تحتوي الجميع ؟   

لقد صنع الأشبال حقيقة الحلم المغربي، ومن التأهل الى الانتصار نلمس تغير  براديغم  الرياضة الوطنية التي تفتح أبوابها اليوم للعالم، بينما تراهن السياسات العمومية على النخب والأجيال الجديدة من أجل  المغرب الصاعد.

في الملف الذي نخصصه لهذا العدد نطرح موضوع المواطنة، وتسمح الشهادات المستقاة بتعدد الأصوات والرؤى والتمثلات  حول المواطنة بما هي قيم وسلوكيات والتزام يساهم فيه الجميع من مختلف المواقع، ويتطلب انخراط الجميع، كما نقترب  من تجربة مميزة يقودها شباب يقترح مقاربة المساهمة الايجابية في التغيير، ويقدم واحدة من صور المغرب الصاعد.

وبين لحظة رياضية وأخرى سياسية، من الأكيد أن هناك مرحلة أخرى ندخلها كمغاربة، وهي مرحلة تتجاور مع محطة  مهمة نعيشها  في سجل  التاريخ المغربي : الانتصار لقضيتنا الوطنية ولوحدته الترابية  مع تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء .

في الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة (10 أكتوبر2025) نقرأ «فإن توجه المغرب الصاعد نحو تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية، يتطلب اليوم تعبئة جميع طاقاته» …

إنه بنظري التعبير الأمثل عن جوهر المواطنة.

في إطار الإستراتيجية الثقافية التي تنتهجها وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، والهادفة إلى دمقرطة الثقافة وتحقيق الإدماج الترابي من خلال تقريب العروض الفنية من المجال القروي، وكذا تشجيع المسرح التربوي الهادف باعتباره وسيلة لترسيخ القيم الجمالية والتربوية لدى الناشئة.
أمسية خيرية بالرباط تحتفي بالقفطان المغربي وتدعم مبادرات طبية بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء.