قدمي ابنك على طبق من ذهب للمدرسة الخصوصية!

هذا الحمل الوديع.. إنه ليس لك ولا لزوجك. بل للمدرسة الخصوصية. وهي التي ستستثمر فيه. وهي التي ستجني من ورائه الأرباح.

هذا الذي تقمطينه سيدتي.

هذا الذي تبتسمين له. وتغيرين حفاظاته. وتضعين له التالك. وترشين عليه جونسون للأطفال. 

هذا الذي تحممينه بالليفة والصابون. وتحرصين على نظافته. و تسهرين على راحته. وتخافين عليه من نسمة الهواء. ومن العين. وتغنين له كي ينام.

هذا الذي هو فلذة كبدك.

هذا الحمل الوديع.

إنه ليس لك. ولا لزوجك. بل للمدرسة الخصوصية. وهي التي ستستثمر فيه. 

وهي التي ستجني من ورائه الأرباح.

وقد أحببت فارس أحلامك. و تحملت عناء الحمل. وأنجبت ولدك. كي تسلميه في النهاية إلى مالك المؤسسة التعليمية الخاصة.

هذا الرضيع الجميل الذي يضحك لك. 

هذا الذي يلعب. ويضع يده الطرية على خدك. 

هذا الذي ستفرحين أيما فرح حين ينطق ماما لأول مرة.

هذا الذي يتشعبط في صدرك. سيكلفك غاليا. وسيجعلك تندمين.

فلا تطمئني إليه. لأنه هو الذي سيقضي عليك. في أول دخول مدرسي له.

هذا الذي في صورة ملاك هو الذي قد يتسبب في توتر علاقتك الزوجية. لأنه صار مكلفا في المغرب. ومتطلبا. ويحتاج إلى كثير من المال.

هذا الذي كان يكبر ويتعلم بالمجان. أصبح اليوم مهددا للاستقرار. وهو الذي قد يشتت في الوقت الحالي شمل بيتك. وأسرتك.

إذ وبمجرد أن تسلميه للمدرسة الخصوصية. فإنه سيتحول إلى عبء. وستكون فاتورته مرتفعة.

ومع الوقت. ومع كل موسم جديد. سيزداد خطره.

وسيصبح مهددا لك. و لحبيب قلبك. وسيجعل زوجك مفلسا. ومهموما. و متوترا. ويغضب لأقل سبب.

ومهما بدا لك هذا الولد الصغير بريئا. ولا ذنب له. فإنه سيحول حياتكما إلى جحيم.

فأنا أعرف مالك مدرسة. بنى بجوارها إقامة سكنية. وسوقا. كي يصطاد الأسر. ويستدرج الأزواج إلى غرف النوم. كي يفرخوا له التلاميذ الصغار.  موفرا لهم الدجاج. والبيض. والأسماك. وتاكوس. كي يكبروا بسرعة.

وكي يضمن ألا يذهبوا إلى مدرسة بعيدة. وكي يبقوا قريبين منه. وتحت تصرفه.

ودون أن ندري توظفنا المدرسة الخصوصية في الإنجاب. و تستعملنا كحاضنات. لتستفيد من أولادنا. مستغلة وضعية المدرسة العمومية السيئة. وفشل إصلاحها.

لذلك لا تقعن في الفخ. 

وأي واحدة منكن عليها أن تفكر ألف مرة قبل أن تحب. وقبل أن تتزوج.

فأي نظرة.  وأي رغبة. وأي نومة. وأي جو رومانسي. وأي أضواء خافتة. وأي لمسة. وأي أصابع مشبوكة. قد تكون لها عواقب وخيمة.

وقد تشكل خطرا عليك. وعلى بيتك. 

وقد تتسبب في الخصومة بينك وبين زوجك.

و أي لقاء في الخاص. وأي تبادل أرقام هواتف. وأي لحظة حميمية في الماسنجر. وأي رسالة في الواتساب. قد تنتج عنها قصة حب جميلة. تنتهي بزواج. وبإنجاب. وبألف درهم على الأقل للابن الواحد في الشهر. إضافة إلى مصاريف التأمين.

فيتحول كل هذا إلى كابوس مع كل دخول مدرسي. وإلى رغبة جامحة في الخروج. وفي الهجرة. وفي الفرار.

وكم من رجل.

وكم من امرأة.

صاروا يخشون اللقاء في السرير. ويتجنبون الكلام الرقيق. والغزل. مخافة أن يؤدي ذلك إلى خروج ولد صغير منهما. يستفيد منه مالك المدرسة الخصوصية.

لذلك تريثن يا بنات ولا تتهورن. وقبل أن تخترن الزوج المناسب لكن. 

وقبل أن تقعن في حبه.

وقبل أي شهر عسل. أو أي تفكير في بناء أسرة.

وقبل أن تتخذن أي قرار يتعلق بشراء شقة عن طريق البنك ودفع أقساطها لمدة عشرين سنة.

وقبل أي مغامرة.

فكرن طويلا في الدخول المدرسي. والذي من هوله. أصبح رجال ونساء المغرب يتجنبن الإنجاب. و بعضهم يصاب بالعقم. خوفا منه. ومن استيلائه على كل الراتب.

وأصبح مع أي زواج.

يفرك مالك المدرسة الخصوصية يديه. ويسيل لعابه. ويدفعنا دفعا إلى السرير. كي نصنع له في كل مرة تلميذا جديدا. وكي نمنحه له على طبق من ذهب. 

وكي ندفع له المال منذ أن يولد الولد. وإلى أن يبلغ سن الرشد.

هند زمامة لم تكن يوما متسلقة جبال، بل كانت سيدة أعمال ناجحة بدأت حياتها المهنية في عالم الشوكولاتة إلى جانب والدها، إلا أن كل شيء تغير خلال فترة الحجر الصحي، عندما شاهدت برنامجا وثائقيا عن تسلق الجبال. تلك اللحظة كانت نقطة التحول التي دفعتها لخوض غمار هذه المغامرة الجديدة. لم يكن الأمر مجرد فكرة عابرة، بل تحول إلى شغف حقيقي دفعها لتسلق القمم. 
رغم أن مشوارها في صناعة الأفلام غير طويل نسبيا، إلا أن اسمها اليوم يوجد على رأس قائمة المبدعات في المغرب، وكذلك كان، فقد اختيرت لعضوية لجنة تحكيم أسبوع النقاد الدولي ضمن فعاليات بينالي البندقية السينمائي الدولي في دورته الماضية، وهو نفس المهرجان الذي سبق أن استقبل-في أول عرض عالمي- "ملكات" فيلمها الأول الذي تم اختياره للمشاركة بأكثر من خمسين مهرجانا حول العالم وفاز بالعديد من الجوائز. 
أسبوع واحد فقط فصل بين تتويجها بفضية سباق 1500 متر في الألعاب الأولمبية الفرنسية، وذهبية ورقم قياسي عالمي في نفس الأولمبياد. حصيلة صعب تحقيقها ولم يحدث ذلك في تاريخ المونديالات، لكنها حدثت بأقدام بطلة شابة، سحبت الرقم العالمي في سباق الماراتون من الأتيوبية، وحولت كاميرات العالم نحو العلم المغربي شهر غشت الماضي.