ما أرقك سيدتي وأنت تصنعين الكرداس!

يا للذة التقلية في المساء. نقية. جاهزة. لما تطبخينها. مع الليمون.  والزيتون. والتوابل. لتكون شاهدة على كل ما قمت به. وكل ما ارتكبته يداك... ويا  لهذا المشهد الرومانسي الذي يتكرر  كل سنة. 

ما أجملك سيدتي وأنت تصنعين الكرداس. 

وما أعذبك وأنت تنشرين الأمعاء والمصارين في حبال الغسيل. 

قمة في الرقة. 

وفي الشياكة. وفي فن العيش. 

 وبدل أصص الأزهار والورود في الشرفات. تزرعين قديدا لحبيب قلبك. 

ما أحلاك وأنت تمنحين القديد للشمس كي ترعاه. وكي تجففه. وكي يكون جاهزا بعد أيام. 

فيا لأصابعك الحذقة. 

يا لتضحياتك في العيد. وأنت تقلبين الدوارة.  وتتشممين من الداخل رائحتها الفواحة. كما تتشمم خبيرة في علم العطور رائحة زهرة الغاردينيا. غاسلة لها. و كاشطة الروث العالق فيها. 

يا لأنفك المقدام. 

يا لحسك الإجرامي وأنت تغوصين فيها. غير هيابة. 

يا لتفانيك وجديتك في العمل.

و يا للذة التقلية في المساء. نقية. جاهزة. لما تطبخينها. مع الليمون.  والزيتون. والتوابل. لتكون شاهدة على كل ما قمت به. وكل ما ارتكبته يداك. 

يا لقدرتك على التحمل. 

 ويا  لهذا المشهد الرومانسي الذي يتكرر  كل سنة. 

يا للدور الخطير الذي تلعبينه يا سيدتي في عيد الأضحى.

وفي الصباح تكونين وحشا كاسرا. بملابس تليق بمحارِبة شرسة. وفي المساء تسترجعين كامل أنوثتك ورقتك وأناقتك. 

وتتظاهرين بالبراءة. 

كأنت لست أنت من قام بكل تلك الأفعال الخطيرة والشنيعة صبيحة العيد. 

وكأنك لم تشُقّي الكرش بالسكين. 

كأنك لست أنت من قطّعها إربا إربا. وأضرم فيها النار. 

وكأن يدك. البضة. الرقيقة. الحلوة. التي تحرصين على الاعتناء بها. وتنفقين عليها. وتحرصين عليها كل الحرص. وتشترين لها الكريمات.  ومن أغلى الماركات. ليست هي نفس اليد التي توغلت عميقا داخل البطن. مستخرجة الأمعاء. ومتخلصة من تلك الكريات السوداء

 العالقة في المصارين. دافعة إياها. إلى أن تسقط أسفل. 

فاليوم نحر وتقطيع وعطانة وغدا أمر وتجميل وشياكة وعطر فواح. 

كأنك امرأتان في امرأة واحدة. 

كان فيك اثنتان.

وبعد الانتهاء من كل الجرائم التي قمت بتنفذيها. تستحمين. وتتعطرين. وتتزينين. وتسترجعين كل أنوثتك. 

وكي تبدين  كنة طيبة تحملين كتفا إلى حماتك. بينما في قلبك غصة. لأنك ضحيت بهذا الجزء الغالي من الخروف. ومنحته لعجوز شمطاء. وشريرة.  لا تستحقه. فتشعرين كما لو أنك بذلك أهديتها كتفك. و بترته لتسلميه لها في قطعة قماش أبيض. 

والغريب. وبحكم التعود. أن لا أحد منا ينتبه إلى ما تقومين به. 

ولو دققنا النظر في سلوكك. ولو نظرت بنفسك إلى ما اقترفته. لاكتشفتِ كم هو الأمر  فظيع بكل المقاييس. 

ويكفي أن تأخذي مسافة. وتتذكري أفعالك المشينة. وتتأملي كل قمت به في العيد. وسوف يتملكك الخوف والريبة والحذر  من نفسك. 

وستحتاطين منها. ومن تصرفاتها. 

فامرأة تتوغل في الدوارة بكل تلك الشجاعة لا يمكن بأي حال من الأحوال الاطمئنان إليها. 

لكن مشكلة الرجل المغربي أنه مهووس باللحم. و عبد لمعدته. ولذلك ينسى بسرعة.

بينما الدم الذي يلطخ ثيابك شاهد على كل ما ارتكبته يدك. 

وحتى لو قمت بغسله. 

وحتى لو محوت آثار الجريمة. 

فالكرداس  هو الآخر شاهد عليك. 

والقديد المتدلي من حبال غسيلك يدينك يا سيدتي. ويكشف عن وجهك الآخر. 

وجهك الخفي. 

وجهك الذي يظهر في عيد الأضحى. 

وجهك العابس والمكشر والعدواني والمكفهر. الذي يستخرج أحشاء وأمعاء  الخروف. ويلويها. ويقددها. وينشرها في الشرفات. 

مسترجعا في المساء ابتسامته. محاولا عبثا طمس معالم جريمته. عائدا إلى مسرحها. في مثل هذا الوقت من كل سنة.

يستند مشروع "قطرة" الذي قامت بتطويره مجموعة من الطلاب بالمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن في الدار البيضاء، إلى تطبيق على الهاتف النقال مرتبط بجهاز ذكي لإدارة المياه.
تأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية موسعة يرعاها المجلس الإقليمي لتنمية القطاع السياحي وجعل الإقليم نقطة جذب للسياحة الوطنية والدولية على حد سواء.
تجسد هذه الحملة، التي أطلقها المرصد الوطني لحقوق الطفل تحت شعار “لنعمل معا”، بإشراف من صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، عزم المغرب على حماية أطفاله من التنمر المدرسي، الآفة العالمية التي تتطلب التزام الجميع.