نســـاء رقميـــات

أثار دهشتي تزاحم عدد من الكاميرات وهي تسلط الضوء على سيدة جميلة تنزل من سيارتها لحضور مهرجان سينمائي

خمنت أن السيدة فنانة شهيرة، وبدأت أنقب كي أعرف من تكون، ليتضح في الأخير أنها من المؤثرات عبر الأنستغرام. سيدة في العشرينات من عمرها، ترتدي فستانا ذهبي اللون، ضيقا على مستوى الخصر، وقد بدت سيقانها اللامعة الرشيقة وكأنها قدّت من ألماس، تتراقص فوق حذاء يرتفع على الأرض كثيرا، حتى أنني انتظرت سقوطها بين الفينة والأخرى لكن
ذلك لم يحدث.

في هذا الزمن الآن، يبدو الأمر عاديا تماما، ذلك لأن صناعة المحتوى أصبحت مهنة أشهر من أي مهن أخرى. لكن لماذا أحدث ذلك طفرة واحدة عبر العالم؟ ولماذا أصبح للمؤثرات كل هذا الاكتساح حتى غدون نماذج مشتهاة مطلوبة رؤوسهن في كل شيء؟!

في عصرنا الحالي، نعيش في زحمة الرقمي، وهو ضروري جدا، حتى أننا لا يمكن أن نغض الطرف عما يحدث عبر العالم من خلال كل وسائط التواصل الاجتماعي، ورغم ذلك نعاني من الضجر، بل إننا كلما سبحنا فيما نراه كل يوم، لا نصاب بالشبع، بل يهاجمنا القلق من كل الجهات ونطلب المزيد، وكأننا في حياة غريبة لا تستقيم إلا بارتياد كل المواقع وتتبع كل ما يطرح على النت حتى لا نصاب بالملل، فأصبحنا كما لو أننا على حد رأي أبي نواس: «داوني بالتي كانت هي الداء»، وعجبا لا نكاد نتخيل العالم الآن دون كل ما هو مرئي. إن النساء اليوم هن أكثر زبناء النت، بل هن بطلاته أيضا. فالنساء في كل يوم أمام العرض الكثير، وكأنهن ضائعات وسط سيل هائل من المعلومات والمحتويات بمختلف مشاربها، وكلما ارتدن هذه المواقع كلما تضخمت أرقامها، وكلما أصبحت هي الموجه الأساسي للعالم وللرؤية ولطريقة الأكل والجلوس والحديث والمشي واللباس والماكياج وكأننا أمام موجهات لا تنتهي عن طرائق سبل العيش كما لو كنا بصدد تعلم أبجديات جديدة للعالم القادم. في زمن النت، تبدو العديد من المحتويات ضرورية في الحياة، فهي مغامرة وطرق حديثة لرؤية العالم، لكننا في كثير من الأحيان نكون أمام سيدات لا يمتلكن أية خبرة في الطبخ أو المساحيق أو سبل العيش، ومع ذلك، بين عشية وضحاها يصبحن في مواقع تسيير كل شيء، لأن المحتويات التي يقدمنها تمر بيسر وسلاسة وتخاطب كل العقول مهما بدت تافهة، في حين تقضي سيدات أخريات في تعلم هذه المهارات وقتا طويلا، ويبددن جهودهن في التعلم والتربية على ذلك ودراسة فن الطبخ والموضة ودراسات لا تنتهي في التنمية الذاتية والمعرفية إلى غيرها، فيجدن أن أخريان لا يفقهن شيئا قد أصبحن وجوها مألوفة، لا تخجل من أي شيء وعلى استعداد تام للحديث في كل شيء بمغامرة دؤوب وكأنهن يصنعن القدر. ومن الغريب أيضا أن جل الوجوه التي تنجح في هذه المغامرات، هن في أغلب الأحيان، صانعات المحتويات الرديئة، والفادح والمستغرب أن توجه لهن الدعوة لجل المحافل الدولية منها والوطنية ويتحولن بذلك إلى قدوة ونموذج يحتذى في سرعة الوصول إلى أرقام قياسية في التداول والتأثير عبر
اللايف أو عبر المتابعات.

في إحدى التغريدات عبر النت، قالت إحداهن وهي تستحضر قصيدة هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان: «نحن بنات طارق، نمشي على النمارق، الدر في المخانق والمسك في المناطق، إن تقبلوا نعانق ونفرش الدمارق أو تدبروا نفارق فراق غير وامق.»

وبنات طارق هي دلالة على بنات النجم الثاقب أي المضيء والذي ينتمي إلى أصول كريمة، لكن في مداعبات النساء على تويتر، أجابت الكثير من النساء باسم هند زماننا، فقالت إحداهن:

«أريده طويلا وجماله فائق… يوفر لي سيارة وسائق… حتى لو كان مجرما أو سارق…»

يبدو بالفعل أننا في زمن تتغير أوراقه بسرعة الضوء ونحن نعيش أيام الثامن من مارس، الذي نخشى أن يتحول هو الآخر إلى مجرد رقم يعبر، تطويه آلاف الأرقام في حياتنا، مثلما تحولت آلاف النساء إلى مجرد أرقام على النت. ألم يقل جبران خليل جبران بأن «التحرق إلى الرفاهية ينحر أهواء النفس في كبدها فيرديها قتيلة، ثم يسير في جنازتها فاغرا شدقيه مرغيا مزبدا».

 

لا سكينة ولا رحمة بينهم. كل وصايا المعاشرة الطيبة وبالمعروف مجرد صيحة في واد آسن. العنف إيقاع يكاد يكون يوميا. وجولاتهما فيه تضع عنفه وردة فعلها في ميزان التقييم : سلوكه عدواني يصل بعضه إلى إحداث عاهة مستديمة وأقصاه عنف مميت. «عنفها» رد فعل على سلوك تحركه ثقافة ذكورية بائدة يبررها هو ب: نضربها وما نخلي شكون يضربها.
يتجاوز خطورة تأثير العنف على المتاعب الجسدية والنفسية أو التأثير اللحظي للعنف، حيث يتحول إلى دائرة لا تنتهي من العنف المتوارث، فعندما يستأنس الأبناء مشاهد العنف وتتحول إلى مشاهد اعتيادية تصبح جزء من مخزونهم الثقافي والسلوكي، طرحنا السؤال على الأخصائية النفسية أمل سبتي، والتي رسمت لنا الطريق الذي يسلكه معظم أبناء العنف.
كشفت المنتجة المغربية كريمة أولحوس عن إصدار أحدث أعمالها الفنية، وهو الفيديو كليب "أصلي أنا" للمغنية الفلسطينية الأردنية زين، إذ يعد هذا العمل لوحة بصرية وموسيقية تحتفي بالهوية الثقافية الفلسطينية، ويمثل إضافة نوعية لمشوار أولحوس الذي يجسد نجاحا مشرفا للمرأة المغربية والجيل الجديد في مجال الإنتاج الفني والسينمائي.