من يقول حياة زوجية يقول بالضرورة الدخول الى حياة جنسية مشتركة بين طرفين، مقبلان على تغيير و اكتشاف وتعارف وتفضيلات جنسية ونمط حياة مختلفة.ورغم أن الزواج تسبقه تحضيرات كثيرة ترتبط بالجانب التنظيمي والمادي للحياة المشتركة الجديدة، إلا أنه في الغالب لا يتم تخصيص الأهمية اللازمة للحياة الجنسية من حيث معرفة المعلومات الضرورية او التثقيف حول الصحة الجنسية والانجابية، وحول التوافق الجنسي والنفسي بين المقبلين على الزواج الذين سيشتركان في أكثر الأماكن والتجارب خصوصية وحميمية.
تمثلات مؤثرة
ارتبط الزواج في المخيال الجمعي بليلة الدخلة وبالتجارب الجنسية التي تظل راسخة في الأذهان، ورغم تطور الوعي، إلا الأفكار المرتبطة بالعذرية وبعض التقاليد لدى الكثير من العائلات، لا تزال عاملا مؤثرا في الهواجس التي تشغل المقبلين على الزواج وبإمكانها أن تهيمن على تمثلاتهم للعلاقة الحميمية وتتسبب في مضاعفات نفسية قد تؤثر على طبيعية العلاقة الجنسية وتؤدي الى مشاكل أهمها التشنج المهبلي لدى النساء .
تؤكد الأخصائية النفسية والجنسية أمل شباش، على ضرورة الاستعداد النفسي والجنسي قبل الزواج لأنه قد يتسبب في مشاكل تمتد على سنوات فالكثير من النساء تعانين من التشنج المهبلي بسبب ضغوطات العائلات أو النظرة من الآخر او محاولة اتباث «العفة» للشريك .
غير ان هذه الاعتبارات قد تؤثر على سلاسة التجربة الجنسية وتؤثر على الحياة المشتركة بعد ذلك، بنفس الوقت قد يعاني الرجل أيضا من الضغوطات النفسية التي من تداعياتها انعدام الرغبة الجنسية أو ضعف الانتصاب.
المعرفة الأولية بالشريك والتواصل حول الحياة الجنسية هي من أهم الخطوات التي يوصي بها الخبراء الذين يؤكدون أن ضرورة التثقيف حول الحياة الجنسية والانجابية للمقبلين على الزواج سواء تعلق ذلك بخلق علاقة صحية أو الاحتياطات الطبية المرتبطة بالحمل والإنجاب.
الثقافة الجنسية
في عالم متدفق ويعاني من وفرة في المعلومات، ينبغي للشريكين البحث والتعلم حول أساسيات الثقافة الجنسية من مصادر موثوقة وعلمية، ويمكنهما الاستعانة بالمتخصصين في المعالجة الجنسية في إطار الاستثمار في تطوير هذه الاستعدادات و التحضير لتجارب جنسية صحية ومرضية لهما معا.
الاحترام والتفاهم وتفهم الحاجات الجنسية والحدود المفروضة للزواج هي عناصر مهمة ضمن الاستعدادات النفسية والجنسية للطرفين الذين قد تكون لهما تجارب وتمثلات وتاريخا جنسيا قد لا تكون مناسبة لبناء علاقة زوجية سليمة ومستقرة، فقد يواجه الطرفان في بداية الحياة المشتركة، مشكلة عدم التوافق في الأهواء والرغبات الجنسية وقد يقود الى توترات تؤثر أيضا على الأداء الجنسي، من قبيل مشاكل الانتصاب أو القذف المبكر أو العجز الجنسي، ومن بين العناصر التي ينبه اليها الخبراء، نقص الثقة بالنفس، الذي قد يورث عدم الرضا الجنسي، ويحدث أن يعاني أحد الطرفين بسبب تجارب سلبية في الماضي الى نقص الثقة بالنفس، وهو ما يعرقل الاتصال العاطفي الذي يسهل التوافق الجنسي.
التواصل الصريح
يجمع الخبراء على أهمية التواصل الصريح بين الشريكين حول الرغبات والحاجات الجنسية وفهم تفضيلات الشريك واحترام الحدود والموافقة المتبادلة ومعرفة كيفية توفير بيئة مريحة وآمنة لتجارب جنسية مشتركة والاستعداد لتحمل المسؤولية والتفاعل بشكل صحيح مع قضايا الصحة والسلامة الجنسية.
الفحوصات الطبية
بهدف التأكد من خلوهما من الأمراض المعدية، تنص مدونة الأسرة على ضرورة إجراء فحوصات طبية قبل الزواج، في صيغة شهادة طبية تطلب من المقبلين على الزواج لتضمينها في ملف توثيق الزواج، غير أن الغاية الحمائية من ذلك لا تتم في أغلب الأحوال بسبب شكلية هذه الشهادة، بينما يفترض على المقبلين على الزواج إجراء فحوصات سريرية وتحاليل للتأكد من عدم وجود أمراض معدية على الخصوص.، فمن الممكن ان يواجه الشريكان قضايا صحية جنسية مثل الامراض المنقولة جنسيا.