أم رائد البالغة من العمر 40 عاما تجلس أمام فرن لخبز العجين، تمسك بيدها حديدة تسمعى مصماع تضع على قرصها العجين إلى داخل الفرن.. تقول أم رائد فى لقاء مع مجلة “نساء من المغرب“: “أخبز الخبز للنازحين للجنوب من غزة وشمالها فى عدة مدارس مجاورة منها احلام الحرازين والكلية الجامعية بخانيونس وغيرها..”.
وتضيف أم رائد: “نظرا لعدم وجود الغاز والسولار توقف عمل المخابز، ومنها أيضا قصف، مما أوجب عمل فرن من اسمنت وحجار وطين.. وتتابع نظرا لحاجت كربة أسرة، وفرنا هذا المكان كي نخبز ونطبخ ونسخن ماء للناس مقابل أجر زهيد منه لإعالتي من جهة ومن جهة أخرى كي أشترى خشب وقودا للنار..”.
السيدة أم رائد تتقاضى عن كل عشرة أرغفة شيكل أقل من نصف دولار، وتقول: “لقد نزحت من الشجاعية بغزة منذ أكثر من شهر لهذه لمدرسة أحلام الحرازين، حيث أن منطقتي كلها تدمرت، وبيتىيللاسف كذلك، وبتنا بلا كهرباء ولاماء وانقطعنا عن العالم لضرب شبكات الاتصال والانترنت وبسبب قصف قوات الاحتلال العشوائي للمدنيين وتدمير بيوتهم”.
نجونا وهربنا أنا وزوجي وبناتي وازواجهم لايقل عن 25 شخص.. وتضيف: “ركضنا بالشارع وأنا احمل شنطة صغيرة على أكتافنا وحملت كيس طحين على رأسي حتى وصلنا لأقرب نقطة نحو الجنوب..”.
وعن فكرة عمل الفرن قالت: ” لقد اضطررنا لشراء اسمنت وبلاط وطينة لأنو تربة خانيونس رملية لاتصلح .. وعن وصفها لحياة النزوح تقول: يعجز اللسان عن وصفها نحن فى كابوس وفيلم رعب ونحن الضحايا أي الشعب.. داعية الله عزوجل أن يزيح الغمة ونعود سالمين غانمين، وأن يصبر الناس ويعوضها خيرا عما فقدته منذ الحرب..”.
يشار إلى أن النازحين كانوا يخبزوا فى البداية مايعرف بالرقاق أو خبز تاكل الصاج، وحسب وصف أم رائد “هو لايسمن ولايغنى وغير مرغوب كثيرا إلى أن تم بناء فرن .. وتظهر أم رائد سعادتها حينما ترى الناس فرحانة بخبز العجين لها..”.
ويشار بهذا الصدد أن “النازحين يعانون فى خانيونس من أزمات وغلاء اسعار للعديد من السلع عل سبيل المثال سعر خميرة للعجين كان 7 شيكل اى دولار ونصف والان 50 شيكل اى 15 دولار ويزيد ..”.
و”الخشب مثلا كان كل 10 كيلو بـ 3 شيكل بدولار اما اليوم ال10 كيلو ب30 شيكل نحو 10 دولار.. تصف أم رائد عملها: متعب لى كامراة أعمل حوالى 12 ساعة هذا لكن اشعر بالسعادة حينما أرى الناس مبسوطين أنهم أخذوا الخبز وفرحانين.. وأخبز لنحو 200 أسرة يساعدني زوج ابنتى ادهم وأبنائى رائد ومحمد ..كانوا بجانبها عن اليمين والشمال حيث هنالك من يضع الورق والخشب”.
وعن النزوح تقول ” نحن الشعب الفلسطينى نتكيف مع كل الظروف ” احنا شعب لانقهر حتى لو الجميع استشهد وبيوته تدمرت واصبحت صحراءكل الاماكن بنموت وجبينا عالي”.
هذا، ويشار أن الفرن يتكون من قاعدة من السمنت بطول 40 سم ثم بعدها بلاط للخبز ثم الجزء العلوى 40 سم مبنى من الطين والاسمنت وفوق سطح الفرن 4 عيون للاستخدام الخارجى بديل الغاز مخصص للاكل وعمل الشاى والطبيخ والتسخين الماء.