تعد الفنانة التي تجمع بين الغناء والتأليف والدراسات الأنثروبولوجية، من أبرز الأصوات في المشهد الموسيقي بأمريكا اللاتينية، حيث تجسّد من خلال عروضها مزيجا روحيا وموسيقيا فريدا، تستحضر فيه الجذور الثقافية العميقة وتتقاطع فيه التقاليد مع الحداثة.
ويأتي هذا الحفل، الذي يندرج ضمن فعاليات مهرجان موازين – إيقاعات العالم، في إطار استمرار المهرجان، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في تقديم برمجة موسيقية منفتحة على تنوع الأصوات العالمية وقادرة على ملامسة وجدان الجمهور عبر تجارب موسيقية فريدة.
ولدت Lila Downs في منطقة تلاسيّاكان بولاية واهاكا جنوب المكسيك، من أم تنتمي إلى شعب الميكسْتيك الأصلي وأب أمريكي. وتمثل خلفيتها الثنائية محوراً أساسياً في أعمالها الفنية، حيث تنسج عبر صوتها الفريد حوارات عميقة بين الهويات واللغات والثقافات. تغني بالإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى عدد من اللغات الأصلية كالميكستيك، الزابوتيك، الناهواتل، المايا، والبوربيتشا، ما يمنح صوتها بُعداً إنسانيا نابعا من الأرض، مشبعاً بالأمل والمقاومة.
تتسم موسيقاها بطابع تركيبي غني، يمزج بين أنماط موسيقية متنوعة تشمل الرانشيرا، الكوريدو، البوليرو، الجاز، الهيب هوب، الكومبيا والموسيقى الشعبية الأمريكية الشمالية، مع التزام فني واضح بقضايا العدالة الاجتماعية والهجرة وحقوق المرأة.
ومن خلال ألبوماتها الشهيرة مثل La Sandunga، وPecados y Milagros، وBalas y Chocolate، وصولاً إلى آخر إصداراتها La Sánchez، تواصل داونز نسج سرديات تمجد الذاكرة والكرامة، وتمنح صوتاً للنساء والفلاحين والشعوب المهمّشة. كما نالت شهرة عالمية بعد ترشيحها لجوائز الأوسكار سنة 2002 عن أغنية Burn It Blue ضمن فيلم Frida.
وقد اعتلت Lila Downs أهم المسارح العالمية، من كارنيغي هول إلى سنترال بارك، وشاركت في أبرز المهرجانات الدولية، مثبتة مكانتها كأحد أعمدة الموسيقى المعاصرة ذات الطابع الثقافي العميق.
ويصادف حفلها في الرباط مرور ثلاثين عاماً على انطلاقتها الفنية، ضمن جولة عالمية تشمل مدناً مثل مكسيكو سيتي، لوس أنجلوس، باريس وبرشلونة، لتتوج في العاصمة المغربية بعرض استثنائي يمزج بين القداسة الفنية والرسالة الإنسانية، في أمسية تُعد بمثابة طقس موسيقي مفتوح على العالم.