يكتسب الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة، أهمية خاصة باعتباره وسيلة لإرساء حيوية هوية ثقافية. ويحيي هذا التقليد، التوازن الذي ينبغي على الإنسان أن يحققه مع الطبيعة.
جذور الاحتفاء
يخلّد الأمازيغ فاتح السنة الأمازيغية يومي 12 و13 من شهر يناير من كل سنة، إذ يعد الاحتفال بـ”إيض ينّاير”، على الرغم من انحصاره جغرافيا بين مناطق شمال إفريقيا، تقليداً راسخاً ومتجذراً في ثقافة الشعوب الأمازيغية وهويتها.
ويعود تاريخ هذا الاحتفال إلى العصور القديمة، ويعد إحياء للرابط بين الأمازيغ والأرض التي يعيشون عليها، فضلا عن ثروة الأرض وسخائها. لذلك، يعتبر يناير احتفالا بعيد الطبيعة والحياة الزراعية والنهضة والوفرة.
ويوافق “يناير” بداية ما يعرف باسم “الليالي السود” التي تدوم 20 يوما، وهي من الفترات التي تسجل انخفاضا قياسيا في درجات الحرارة.
طقوس احتفالية خاصة
وتشكل احتفالات “إيض يناير” عرسا شعبيا كبيرا في القرى كما المدن، وتختلف عادات الاحتفال من منطقة إلى أخرى بشمال إفريقيا، غير أنها تتقاطع جلها في التعبير عن الإنتماء إلى الأرض والتشبث بها.
ويحتفل العائلات الأمازيغية المغربية، بهذه المناسبة بإعداد طبق الكسكس بسبع خضر والرفيسة ووجبة “تاكّلا” (العصيدة)، وهي مزيج من الدقيق والماء والملح والزبد والعسل، إلى جانب وجبات وأطباق أخرى من قبيل “أوركيمن”، وهي حساء من الخضر، و”إينودا”، وهي مزيج من الفواكه الجافة.
خلال إعداد هذه الوجبات، توضع “أغرمي” حبة تمر أو لوز وسط الطبق، مع الحرص على إخفائها، ومن يعثر عليها من أفراد العائلة يُتنبأ له بأن يكون أكثر حظاً وسعادة خلال العام الجديد.