وهي أول مغربية تنتج فيلما ، وهي كذلك كاتبة سيناريو وصحفية بقلم متعدد الألسن، ومخرجة تتميز أعمالها ببصمة روحية وانشغال بمكانة المرأة في المجتمع .”هي فنانة حرة ومستقلة”، هكذا تم تقديمها خلال التكريم الذي خصصته لها مؤسسة مهرجان مراكش السينمائي الدولي، وهي “أيقونة مغربية مهدت الطريق أمام العديد من المخرجات اللواتي يرين فيها ملهمة وقدوة يحتذى بها، ولذلك تنتقل بين مجالات الإخراج والكتابة والإنتاج وفق خيط يربط الشغف بالالتزام”.
تحمل فريدة من اسمها نصيبا، فهي فريدة فعلا في مسار متعدد ، بدأ في سنوات السبعينيات، مستمرا إلى اليوم، منتقلا بين مجالات اشتغال وانشغال بالمواطنة، بالتنمية، بالسينما والتعليم والتربية، بالثقافة الشفهية، بالجانب الروحي، وبالأدب ..وهي أيضا فريدة في تفوقها في الجمع بين الثقافات والمدارس، سواء في أعمالها أو المواقف التي تعبر عنها لدعم الأجيال الجديدة من صناع السينما. انشغال دفع بتعيينها عضوة في اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد لتقدم رؤيتها الاستشارية حول التربية في السينما ونشر الثقافة.
لا تخفي فريدة تحيزها الكبير للنساء، ولذلك جاء عملها الأول شريطا تسجيليا أخرجته للتلفزة الفرنسية حمل عنوان “هوية امرأة ” وكان عن حياة المهاجرات المغاربيات في فرنسا، قبل أن تخرج فيلما وثائقيا آخر عن النساء حمل عنوان “أميناتا تراوري، امرأة من منطقة الساحل” والذي تناول سيرة المناضلة المالية أميناتا تراوري واشتبك مع أسئلة العولمة، ثم تتوالى بعدها سلسلة من الأفلام الروائية أو التسجيلية التي جعلت من اسمها مرجعا في الجمع بين أدوات الإبداع والفن والبراعة في التقاط معاناة المرأة و الإصغاء إلى همومها، وهو ما دفع الكاتبة الصحفية فاطمة الوكيلي الى اعتبارها “من قيمة النساء الرائدات مثل فاطمة المرنيسي، ايزة جنيني أو زهور لزرق، عائشة الشنا أو مليكة الفاسي.. اللواتي ساهمن في رفع طموح أجيال بنات المغرب”.
وصفت الباحثة في تاريخ الفن، الفرنسية “فلورنس مارتن” فيلم ( باب السما المفتوح ) بأنه “يعكس أسلوب فريدة المتأثرة بالأدب الفرنسي والثقافة العربية الشفهية والمكتوبة والنصوص الروحية للإسلام بروح متحررة”، والتي وصفت فريدة كما لو كانت” الالكترون المتحرر” فهي تصور الجانب الروحي للمرأة بعيدا عن الاملاءات الدينية الذكورية من جهة، وعن الشعارات النسائية من جهة أخرى .