سيدات الربوة

على ربوة عالية يقع منزل السيدة خديجة، هذا المنزل الذي يطل على المدى الشاسع، ما أن تنظر من أعاليه حتى تشعر بأن الأفق بعيد جدا. وفي هذا المنزل بالذات اختارت النساء أن يتأبطن لقاء شهريا مع الكتب وكأنه لقاء مع حياة أخرى… حين قدمت أول مرة لهذا المنزل واستمعت لرغبات، النساء وقراءاتهن وبوحهن الخاص في جلسة حميمية، وكأنهن يضربن موعدا مع زمن خاص وبالمرأة وهي تقرأ وتحكي وتتداعى بتلقائية، وتسمع صوتها وهو يعبر البيت، وكأنه يرسم عالما جديدا لم تكن العديدات منهن يعرفنه من قبل. كانت تطوف أمامي آنذاك صور وملامح رواية “الباب المفتوح” للطيفة الزيات، حيث يجنح صوت المرأة بعيدا عن عقال الأسر التقليدي، والحياة الرتيبة التي تمر دون أن تترك الأثر. وفي كل جلسة كانت سيدات الربوة يحملن الأثر، أثر اللقاء بالكتاب ومؤلفيها، و أثر التلاقح الثقافي المختلف لنساء متنوعات المجالات، مختلفات المشارب والاتجاهات، متعددات الأصابع والأحلام. لم تكن كل مواعيد الربوة مواعيدا للفرح، ففي العام الماضي التأم الجمع حين غادرت السيدة زهور العلوي الحياة، وتركت صوتها الدافىء، الواثق وعربيتها الأصيلة وكأنها ما زالت تجلس بجانبي كما لحظة الأمس. تذكرتها تلك المرأة الذاهبة إلى الموت بقوة، وكأنها ستستبدل غرفة بأخرى. أخبرتنا بقوة بأنها تعرف أنها في المراحل الأخيرة، لكنها غير مهتمة لهذا الحدث، بل كانت تحاور وتتحدث وتسجل على الورق، كمن يعيش حتى اللحظات الأخيرة من الحياة. وقبل أيام أيضا، غادرت قرنفلة أخرى من قرنفلات الربوة، السيدة فاطمة، سيدة هادئة جدا، ووديعة حد تعب الوداعة نفسها، وكأنها تسطر من خلال قلمها المميز الكثير من الأسلاك بشأن الأدب والفكر. أتذكر كلماتها الهادئة وهي تقرأ ما سطرته في حضن ليلة سخية دون أن تنقل لنا ألم المرض أو التشكي. وكنت أتمنى أن أقول لها كلاما كثيرا، لكنه ظل بداخلي. وها أنا أتذكرها وأقول بأن أسوأ وداع هو أن لا نقول للآخر كل ما احتبس بداخلنا من كلام طويل الألياف، يمكن أن يمتد ليحضنه ويقبله بعمق. ولأن هذا اللقاء بالكتب يطيل أهداب الحلم، و يمنح القوة، أحييكن كثيرا على هذه الخطوة التي جعلت بعضكن تكتب ألمها، وتحوله إلى نص روائي مديد، و تحكي ألمها واختناقها وعتابها على قدر مفاجئ كموت ابن، أو جعلت كثيرات منكن عانين سنوات طويلة في الانتظار على أبواب السجون أن يلتحفن مدارا آخر، أو يمضين حيواتهن في تربية أطفالهن، وأن يفكرن مع الكتب ويجعلنها نبراسا للحياة. أتذكر فاطمة حين بدأ شعرها ينسحب، كيف كانت واقفة لا تتزعزع، ومثلها نساء كثيرات عانين كثيرا من الألم، ومع ذلك لم يتمايلن مع الريح، ولم يبكين أمام التسريحة التي تضمها غرفهن، لم تكن تشحب الابتسامة فوق شفاههن، كن هكذا ينشرن الأمل. في السنوات الأخيرة بدأت تنتشر هذه العادة الجميلة بين النساء، وبدأن يجتمعن حول الكتب، دون أن ينسين طبعا قطع الشوكولا اللذيذة وأطباق الحلوى وكؤوس الشاي، والالتفاف الرئيف أمام حروف تلد حروفا، يربين تقليدا آخر، ويقرأن كل ما انتشر في عوالم الحكاية أو الفكر. في مثل هذه المشاهد التي نعيشها، لا يسعنا إلا أن نثمن ما تتناقله النساء من الحب و الكتب، على أمل أن تنتشر عدوى المحبة لأنها شريعة للعطاء وأن تخبر النساء بعضهن البعض بأرق المشاعر قبل أن يخرس الوداع كل شيء. ولأن النساء يحاربن في كل الأمكنة والأزمنة، فهن اللواتي أحرقن أياديهن من أجل أبنائهن، وهن اللواتي انتظرن الجنود في صمت، هن اللواتي اشتغلن، كابدن، أنجبن، أرضعن، ربين، كتبن، غيرن الكثير من المصائر، وهبن الآخرين دون أن ينتظرن شيئا منهم، وكل هؤلاء النساء اللواتي يجتمعن فوق ربوة خاصة هن جزء من وطن النساء. أيتها السيدات الجميلات لا تتوقفن عن الحلم أبدا ولا عن القراءة، ولا عن الالتفاف الجميل، ولا عن ترك الأثر. إنكن كما قال محمود درويش: “الجميلات هن القويات، يأس يضيء ولا يحترق”.

سيلين ديون تصل إلى العاصمة الفرنسية باريس، استعدادًا لمشاركتها في افتتاح أولمبياد 2024.
حققت اللاعبة الدولية المغربية فاطمة تاغناوت حلمًا طال انتظاره بانضمامها إلى نادي إشبيلية الإسباني للسيدات، لتصبح أول لاعبة مغربية ترتدي قميص النادي الأندلسي.
قالت مصادر مُطلعة على الوضع، أن بيلا حديد استعانت بمحامين ضد شركة أديداس بسبب افتقارها إلى المساءلة العامة، وذكرت أنها تشعر أنهم قادوا ضدها حملة قاسية ومدمرة.