أجساد الأزواج في فصول التغيير

كأن له فصولا أربع، قد يعيشها بتراتبية المراحل العمرية، وقد يتأثر بظروف تجعله يستعجل خريفه قبل أوانه. هو الجسد، رصيدنا من جاذبية طبيعية أو مصطنعة تستجيب لسلطة التغيرات التي تحدث عليه، لكن هل تتأذى العلاقة من تغييراته؟

يلاحظ الاهتمام اليوم بالجسد في علاقة الزوجين بالنظر إلى الإمكانات التي يتم ترويجها من أجل التسويق لجسد بقيمة الجاذبية والجمال، ويتم تجسيد هذا الاهتمام بقوة التكنولوجيات الحديثة على نطاق متزايد، والحصيلة أن الجسد صار ينظر إليه كمرآة اجتماعية لا كجسم بشري فقط. وجهة نظر تختصر الكثير من وجهات نظر المهتمين بلغة الجسد حين تتحول إلى فاعل أساسي في بلوغ الحياة الخاصة أو المشتركة درجة من التوازن والثقة والطاقة، معطى قيمي يتجسد في الواقع المعيش من خلال حالات تراهن على استثمار البعد المغناطيسي للجسد في الاستقرار أولا، ومن ثم في الاستمرار ثانيا، وهو الربط الذي لا يحظر أبعاد الجسد كاستثناء في العلاقة الزوجية، بل كنقطة جذب تفرض سلطته من أجل بلوغ التوافق على التعايش تحت إملاء المثير الأول وهو جاذبية الجسد، على اعتبار أن الإنجذاب هو تعبير عن حب، أو مقدمة للحب.
جاذبية الامتلاء
قانون الطبيعة يفرض سلطة التغيير وفق مراحل أو حتى إكراهات الحياة، لذلك لا شيء يبقى على حاله أو جاذبيته بنفس درجة القوة ولا الجمال التي كان عليه، جسد المرأة بعد الزواج يعكس بشكل دال سلطة التغيير التي لا تكون دائما غير سارة بالنسبة لكل الزوجات، إذ تظهر على الكثيرات ملامح “امرأة” بجاذبية قوية وآسرة عما كانت عليه وهي أنثى، إذ الامتلاء لا يعكس دائما الشكل المنبوذ لجسد امرأة، بقدر ما قد يضيف له في حالات كثيرة مركبات الجاذبية التي ترقي من عيارات جماله. لغة الجسد تثير تفاعلات المحيط بشكل كبير، لذلك لا يمكن نفي التأثر والتفاعل مع التغييرات التي تطرأ على الجسد في علاقتها بمنسوب الجاذبية أو عدمها التي يبلغها.
ضريبة الأمومة
لا اختلاف على أن للحمل جاذبية لا توصف على جسد المرأة مهما تضايق البعض من شكلها خلال الشهور الأخيرة منه، لذلك تجد الحوامل متعة في عدم إخفاء استدارة بطونهن في الشهور الأولى، حيث جمالية استثنائية لا ترسمها التفاصيل، بقدر ما تحيل عليها رمزية هذا التغيير والتحول في الأدوار، لكن مشاكل الكثيرات مع أجسادهن تبدأ بعد الولادة بسبب الوزن الزائد، والخوف من فقدان جاذبيتهن داخل العلاقة الزوجية.

الجسد وعقد التغيير
بتأكيد شديد على الخيارات المتعددة لتجاوز مشاكل الجسد، يصر أخصائي العلاج الأسري، على أن ثقافة الحميات، وإعلانات مراكز التنحيف، والترويج غير المجاني لأجساد النجوم التي لا تضعف أمام الإنجاب أو غيره، جعل الاهتمام بالجسد، شكل من أشكال الثورة على الصورة التقليدية التي صاغتها الثقافة الشعبية عن الجسد النموذج، معطى جعل جسد الرجل بدوره على محك التقييم داخل مؤسسة الزواج وفي الفضاء العام أيضا بفعل تغيرات تتجاوز فعل الزمن.

تتجه الأنظار مجددًا نحو ضرورة إنشاء المجلس الاستشاري للأسرة والطفولة في ظل النقاش المستمر حول مقترحات التعديلات على مدونة الأسرة.
تأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من القضايا والمشاكل التي واجهتها بسبب حساباتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي.
تشهد سنة 2025 عددا من التظاهرات في ضيافة دار الشعر بتطوان، بحضور أسماء جديدة، تشارك في لقاءات شعرية وندوات ولقاءات