خطبت وكتب العقد، عندها شعرت بالسعادة ثم انتهى كل شيء بعد أن اكتشفت أنه رجل مريض نفسيا يشعر بالدونية. ولكن مع مرور الوقت بدأت أشعر باليأس والإحباط لما أصابني لقد أصبحت مطلقة بدون زواج.
إذا كانت هذه نهاية مشروع زواج غير مُقنع بالنسبة لك، فلا تجعلي منه فرصة تعاتبين نفسك على ضياعها أو على عدم توفقك في إنجاحه. فقد يكون ما وقع مفيدا لك أو على الأقل له جانب إيجابي، بحيث أنك لربما قد جنبت نفسك شقاوة ومآسي في إشراك حياتك مع رجل ذو شخصية غير متوافقة، ولاسيما أنك أنت التي تبينت الأمر، بغض النظر عن الكيفية التي وقفت فيها على هذه الحقيقة. فماذا لو كانت شخصية الرجل فقط أنها لاتتجاوب مع الصورة التي كانت لديك عن شريك حياتك، لأن الشعور بالدونية ليس بمرض نفسي، بقدر ما هو نقص، إذ يبقى متوقف على المقياس الذي بنيته عليه، اللهم إذا كانت حالته فعلا تعكس مرضا نفسيا وما هذا الشعور إلا مظهر من مظاهره. وإذن، فمسؤوليتك إذا لم تكن قائمة على شروط تضعينها بخصوص شخصية شريكك المفترض، فهي في هذه الحالة لا تتعدى تدبيرك لفترة التعارف مع الرجل وقد توفقت في وضع حد لمصير لم يبدأ. فلماذا تريدين جعل هذا المشروع الغير المكتمل بمثابة مصدر متاعب بالنسبة لك وتعتبرينه فشلا حتى يترتب عنه يأس، بل لماذا لا تُحوليه إلى مكسب ما دمت لم ترهني حياتك بمصير غير مضمون، ذلك أن الحياة تجارب وأنت اختبرت واحدة لم تكن في مستوى تطلعاتك. زد على ذلك أنك لم تختاري هذا الارتباط حتى يُصيبك احباط من عدم تحققه. فأنت خضتي تجربة وما عليك إلا استثمار العبرة وتتفاعلي مع الحياة بحسب ما تعتبرينه مناسبا لك، ثم لاتجعلي تقييمك للرجل الذي سوف ترتبطين به مبنيا على معايير مثالية، لأن فترة الخطوبة تشكل أيضا مرحلة تختبرين نفسك فيها بخصوص ماتعلق باستعداداتك للانخراط في حياة مشتركة.