أحب خطيبي ولا أطيق بعده، ولست أدري إذا كنت سأتقبل بعد زواجنا انشغاله الدائم وحياته الممتلئة بالأنشطة والأصحاب. وأجد نفسي وحيدة أواجه خوفا لا أفهمه. أشعر بأني أقف على حافة بركان لأنه لا يتحدث كثيرا عن نفسه، هناك جوانب في حياته لا أعرف عنها شيئا.قبل كل شيء، ما الذي يمنعكما من مناقشة ومكاشفة جوانب حياتكما المختلفة والتي تهم تأسيس علاقتكما قبل تتويجها بالزواج، وتقاسم حياة مشتركة. فهذه الفترة التي تجمعكما عبر الخطوبة، هي بالأساس من أجل التعارف وتحقيق التقارب بينكما، وإذن، فالحديث في الموضوع يبقى شرطا جوهريا حتى لا تحدث مفاجآت بعد الزواج أو أنكما قد تصطدما بواقع كونكما لا تعرفان بعضكما. وأما عن انشغاله الدائم بالأنشطة والعلاقات، فقد يكون ذلك بمثابة تعويض عن فراغ لم يستطع ملأه بعد معك. كما قد تكون عادات ألفها وهو أعزب، بيد أنه لما ترتبطان فقد يغير منها أو يشركك فيها. وقد يكون خجولا كذلك، وكون التجربة جديدة عليه لم يستوعب بعد قيمة انخراطه فيها. ولعل ترك الحال على ما هو عليه، لن يساهم إلا في سوء الفهم ويجعلك تبقين عرضة للوساوس والقلق والأوهام التي لن تزيد إلا في تعقيد الحال بالنسبة إليك. ومن جهته سوف يستمر في جهله لشخصك من حيث التعرف عليك عن قرب، وحتى بما يمكن أن يشكل خصائص مشتركة فيما بينكما، الشيء الذي من شأنه تهديد العلاقة في مهدها. لهذا، حتى وإن لم يحصل بعد ما قد يطمئنك بخصوص تبادل الاهتمام بينكما، لاتترددي في مبادرته ودعوته للتواصل فيما يهم مشروع الحياة المشتركة التي تتطلعون إلى بنائها. ولا تنتظري حتى يقوم هو بالخطوة، لأنكما منذ لحظة الخطوبة صرتما شريكين لكما حقوق وعليكما واجبات تجاه بعضكما قبل عائلتيكما والمجتمع.