باحثة في قضايا النوع الاجتماعي والإسلام، وصاحبة فكرة Svelate المغرب، جمع المؤنث، المشروع الذي يقدم عبر السرد الفوتوغرافي والبيوغرافي، بروفايلات نسائية، من خلال لعبة الكلمات والصور،…
لمساءلة الحدود الحقيقية أو التخييلية للقواعد الاجتماعية الأبوية، ومساءلة الصور النمطية الغربية عن المسلمة، فكرة مشتركة مع المصورة الفوتوغرافية ميشلا باندولفي قادتها لوضع نظرة بانورامية عن أوضاع النساء في جنوب المتوسط.
قمت بعدد من أبحاثك في المغرب، هل من مقارنة بين أوضاع النساء بين نموذجي المغرب وإيطاليا.
علينا الانطلاق من قاعدة أولى، وهي عدم التعميم، فالحديث عن واقع النساء بإيطاليا والمغرب قد يكون مدخلا مغلوطا. التعامل مع النساء كجماعة متجانسة شكل دائما خطا بالنسبة لي، لأنه لا يمنحنا إلا معطيات نسبية.
في المغرب كما في إيطاليا، حين يتعلق الأمر بتحليل وضع المرأة -كما الرجل يجب بنظري أن يتم التمييز، بحسب الشروط السوسيواقتصادية للفئات المراد معالجتها.
إن امرأة فقيرة وأمية مثلها مثل رجل أمي وفقير، وهي ذات قابلية للتهميش، لأنها لا تتمتع إلا بقدرة قليلة من السلطة والوعي بالذات وبالحقوق، وهو ما يسهل التحكم بها.
هذا التمييز هو واحد من المعطيات الكمية لتحليل وضعية المرأة بالنظر لنسبة الأمية والتوزيع المجندر للثروة، إذا كانت النساء يشكلن أكثر الفئات أمية والأكثر عدم استقلالية، فهذا يعني أن هناك مشكلا ذي صلة بالنوع أو الجندر.
سؤال الاحترام الخاص بحقوق المواطنات والمواطنين، لا يمكن التأسيس له بنظري دون هذين العنصرين.
علينا الانتباه أيضا لقياس حضور النساء في مسار أخذ القرار، في المشاركة السياسية، في الفضاء العام، في التمتع بالحقوق في هذا الفضاء العام، ثم علينا قياس مستوى العنف : المنزلي واللفظي والنفسي والاقتصادي، العمومي … وإمكانية التمتع بالحريات الفردية بمعنى امتلاك القدرة على الوجود والتواجد بالشكل الذي نريده المرأة أو اختارته.
مكونات كل هته العناصر هي ما يجعل مجتمعا ذكوريا أقل، أو أكثر، والدولة لها مسؤولية كبيرة، ودور في جعل مجتمع ما، أكثر ذكورية أو أقل ذكورية، من خلال تبنيها لقوانين وإصلاحات منصفة للنساء.
في إيطاليا هل حسمت المرأة معركتها مع المساواة؟
لا تزال الثقافة الأبوية ممتدة، كذلك هناك مستوى عالي جدا من العنف ضد النساء، مقابل قدر قليل من الدعم والمساعدة الحكومية، من أجل التوفيق بين حقوق المرأة في العمل وفي الأمومة. هناك حركة نسائية نشيطة ومستعدة دائما، وبفضلها تناقص مد الذكورية بالمقارنة مع الماضي.
طبعا، لاتزال هناك أشياء كثيرة علينا القيام بها، خصوصا بالنسبة للتقسيم غير المجندر للعمل، واختلال ميزان القوى على أساس أن العائلة الإيطالية، يحتفظ الرجل فيها بالكلمة الأخيرة بالنسبة للقرارات، وكذلك بالنسبة لاستعمال صورة الجسد الأنثوي كمادة للجنس.
لكن من جهة أخرى فالمرأة الإيطالية، كإنسان وكشخص، تتمتع بالإمكانيات لفرض احترامها، من الناحية القانونية وبالإمكانيات الاجتماعية لتكون الشخص الذي تريد.