الطرز المغربي .. خيوط ذهبية تُطرز لوحة حضارية

من رحم الحضارة العريقة، ينبثق فن الطرز المغربي، حكاية خيوط ذهبية تُطرز لوحة فنية ساحرة تُزين كل بيت مغربي.

فمنذ القدم، احتضنت المنازل المغربية إبداع النسوة المبدعات، اللواتي نسجن بأصابعهن حكايات من الجمال والإبداع، مُخلّفات وراءهن قطعًا فنية فريدة من نوعها، تُضفي على كل ركن لمسة راقية تُعبّر عن أصالة الثقافة المغربي.

حرفة تقليدية بامتياز

. يتفرد الطرز المغربي بكونه حرفة تقليدية حضرية بامتياز، تتنوع أنماطها وزخارفها باختلاف مُدن المملكة، فلكل مدينة طابعها المميز وأسلوبها الخاص في التطريز. وتُعدّ هذه الحرفة فنا نسويا بامتياز، حيث تُتقنها النساء باحترافية عالية، مُضفية على كل قطعة طابعًا جماليًا فريدًا يُضفي عليها قيمة فنية وروحية لا مثيل لها. ولكي تُصبح طرازة ماهرة، لا يكفي إتقان الحرفة فقط، بل يجب أن تتمتع بصفات مميزة تُمكّنها من تحويل الخيوط إلى لوحات فنية، كالمهارة اليدوية العالية، والتقنية الدقيقة، والحس الفني الرفيع، والصبر والمثابرة. فكل غرزة تُطرزها أناملها حكاية تُروى، وكل قطعة تُنجزها إبداع يُخلّد، لتُصبح بذلك سفيرة للثقافة المغربية الأصيلة عبر الأجيال. إنّ الطرز المغربي ليس مجرد حرفة تقليدية، بل هو تعبير عن هوية ثقافية عريقة، ورمز للإبداع والجمال الذي يُزين حياة الشعب المغربي.

هند زمامة لم تكن يوما متسلقة جبال، بل كانت سيدة أعمال ناجحة بدأت حياتها المهنية في عالم الشوكولاتة إلى جانب والدها، إلا أن كل شيء تغير خلال فترة الحجر الصحي، عندما شاهدت برنامجا وثائقيا عن تسلق الجبال. تلك اللحظة كانت نقطة التحول التي دفعتها لخوض غمار هذه المغامرة الجديدة. لم يكن الأمر مجرد فكرة عابرة، بل تحول إلى شغف حقيقي دفعها لتسلق القمم. 
رغم أن مشوارها في صناعة الأفلام غير طويل نسبيا، إلا أن اسمها اليوم يوجد على رأس قائمة المبدعات في المغرب، وكذلك كان، فقد اختيرت لعضوية لجنة تحكيم أسبوع النقاد الدولي ضمن فعاليات بينالي البندقية السينمائي الدولي في دورته الماضية، وهو نفس المهرجان الذي سبق أن استقبل-في أول عرض عالمي- "ملكات" فيلمها الأول الذي تم اختياره للمشاركة بأكثر من خمسين مهرجانا حول العالم وفاز بالعديد من الجوائز. 
أسبوع واحد فقط فصل بين تتويجها بفضية سباق 1500 متر في الألعاب الأولمبية الفرنسية، وذهبية ورقم قياسي عالمي في نفس الأولمبياد. حصيلة صعب تحقيقها ولم يحدث ذلك في تاريخ المونديالات، لكنها حدثت بأقدام بطلة شابة، سحبت الرقم العالمي في سباق الماراتون من الأتيوبية، وحولت كاميرات العالم نحو العلم المغربي شهر غشت الماضي.