على الرغم من أن هذا الشهر يحيل على الصيام والتقشف كواحدة من حكمه الكبرى، تصدر الجهات الرسمية، مع مطلع كل شهر رمضان، تطمينا سنويا، يفيد ب”وفرة” المواد الاستهلاكية من التمور والطماطم والحليب…كما تصدر بلاغات مطمئنة عن تنافسية الأثمان.
يقدم هذا المعطى الأولي إشارات دالة على ارتفاع معدلات الإنفاق واهتمام أكبر بالاستهلاك دونا عن كل الاهتمامات الأخرى،”ان أول ملاحظة تطالعنا حين نتحدث عن رمضان، هي كونه مناسبة للانفاق يبدو ذلك حتى قبل وصوله بأسابيع” تتحدث لنا الباحثة في العلوم الاجتماعية الهام بلفحيلي، يتهافت الناس على التسوق لأن ثقافة الأكل متجذرة لدى المغاربة من كل الفئات السوسيواقتصادية، الذين يحتفلون بأنفسهم وبالضيوف من خلال مائدة تليق بالمناسبات، ولذلك يرتفع الاستهلاك أكثر من أي شئ آخر وتكون نتيجة هذا التهافت على حيازة المواد الغذائية ندرة بعض هذه المواد وارتفاع الأسعار، واحتقانات تنعكس على سلوك المواطنين.
تتقاطع ملاحظة إلهام مع دراسة سابقة للمندوبية السامية للتخطيط التي اعتبرت إن المغاربة ينفقون أكثر من ثلث دخلهم في رمضان على المأكولات، وهو رقم مرتفع.
عدا الطابع الاستهلاكي “الواضح” خلال رمضان، تتجدد الكثير من الأسئلة الأخرى التي تطرح حول سلوكيات المغاربة في علاقتها بالعيش المشترك وبالقيم المواطنة، وبطبيعة التغييرات التي تطرأ على المجتمع المغربي.