اختارت لمياء السرايدي مسؤولة مبيعات بإحدى المتاجر الكبرى وصف التهافت لوصف حال الناس خلال رمضان، «الكل في سباق مع الوقت لشراء أضعافا مضاعفة مما يحتاجونه». وشبهت أحوالهم بحالة طوارئ تستدعي احتياطا في ادخار المواد الغذائية وحتى مواد التنظيف. « لا أجد ما أقارن به الوضع إلا ما عشناه في كورونا، حيث الخوف من غياب المواد في السوق جعل الناس تلجأ الى الشراء بكثرة من أجل الإدخار. نفس الشيء يحدث في رمضان وقبله بأسابيع. والمؤسف أن الاعتداد بالمظاهر هو ما يتحكم في السلوك عبر المبالغة في الشراء والإفراط في الاستهلاك. وهذا يحول المناسبة إلى استعراض يبعدها عن مراعاة الظروف الاقتصادية، والطبيعة الروحية لهذا الشهر.
تستحضر الأخصائية في علم النفس الاجتماعي خلود السباعي ثنائية الاقتصادي / الاجتماعي المرتبطين بالإسراف لتؤكد على أن ما يحدث في السلوك العام من تغييرات ناتج، أيضا، عن استغلال مؤسسات الدعاية والإشهار لشهر رمضان، إذ لها دور في التحريض على الاستهلاك والإسراف فيه بإملاء من خلفيتها التجارية. واعتبارا لذلك، لا يختلف إثنان على كون شهر الصيام مرتبط بالزيادة في المصاريف والاحتياجات. واقع ينشط قروض البنوك المناسباتية قبل حلول رمضان تماما كما يحدث مع العطلة الصيفية أو الدخول المدرسي. وعلاقة بحوافز تنشيط العملية الاستهلاكية، تعمل بعض البرامج في شحن الناس، وإثارة شهيتهم للإسراف من قبيل برامج الطبخ وتهييء الوصفات، وإعداد الولائم، وأشكال الحلويات، وحتى الدعوات التي يتم التركيز فيها على المائدة بشكل باذخ ومبالغ فيه.