تسمياته في نسيجهم الثقافي المتعدد والغني مختلفة ومثيرة وحتى مبهمة أحيانا: الربطة، الزعطة، تاسا، بضاض، ثايري،. كلمات تعني الحب وتدل عليه أو تصف حالاته. وتؤكد على أنهم يميلون إلى التلميح إليه لا التعبير الصريح عنه. هكذا تبدو العلاقة بالحب مراوغة في تسميته كما لو أن سلطته مازالت سجينة الطابو، وأن ما يحرره عند الغالبية هو استعارة لسان أجنبي للتعبير عن «الإصابة به». «يبدو خفيفا على اللسان بلغة لا يشاركك فيها الجميع، ولا يصيب التعبير عن الحالة بالحرج.» يقول أحد المستجوبين وهو يحيل على الخصوصية المحافظة للمجتمع ويعتبرها المعيار الذي يتحكم حتى في المشاعر، ويحكم عليها. لكن هذا لا يلغي أن ثروة المغاربة ثقافيا عن الحب لا تعكس ذات الحرج الذي يبدونه حين الحديث عن عواطفهم. ثروتهم غنية عنه في إنتاج الأساطير والحكايات، وفي الأدب، وحتى في لغتهم العامية والفصيحة والأمازيغية أيضا، فقد روضت تجارب العشق الكلمات المعبرة عنه بكثير من الغرائبية من قبيل المتداول في لغة الشباب «لبغو» وفي لسان ناس زمان «الربطة»، الأخيرة، بحمولتها الشعبية والقوية، لا تستقيم إلا مرفقة عند هؤلاء ب»زغبية»، والزغبي هو عاثر الحظ، أو المنحوس حسب إفادة الباحث في التراث الأمازيغي « باسو جابور» .
«الزعطة»
التعبير عن الحب عند فئة من المغاربة لا يحتاج إلى أناقة لغوية من قبيل ولهان، مولوع. « المزعوط» في لسان العامة تفي بالغرض وتسم الحالة. هكذا يبدو أن لا حاجة للقواميس الفصيحة عندما يتسلطن الشارع على المشاعر ليفرض تعابير مختلفة. في «الزعطة» ما يثير ردة فعل من يعتبرونها سوقية، لها محيطها ومجالها محدود، ودون جاذبية. الزعطة تفترض الحب من طرف واحد، يقول الباحث باسو جابور، إذ تقترب في نظره من معنى الكو دفودر، ورغم التصاقها بواقع معين، تظل الأقرب من التعبير الفصيح: وقع في الحب.