خطوات لابد منها

هل الطريق إلى الزواج صار صعبا ومتعثرا إلى حد إحداث وكالات مساعدة على إيجاد شريك أو شريكة حياة زوجية ؟ سؤال مستعجل الطرح عندما نجد أن نسبة مهمة من الجنسين قد بدأت تطرق باب وكالات الزواج بحثا عن النصيب.

النصيب لم يعد يأتي كما درجنا على سماع ذلك، بل تهيأ له أسبابه، وتطرق أبواب السعي وراءه. بين الخاطبة التقليدية ووكالة الزواج الهدف واحد: قطع الطريق عن العزوبية كي لا تصل بالعمر إلى العنوسة أو العزوف. فهل مكننة الرغبة في الزواج هي الحل؟

بشارع يحمل اسم المناضل عزيز بلال بمدينة الدار البيضاء، تعلو يافطة «zawaj» واجهة مكتب بالطابق الأول من عمارة سكنية  

يبدو أن الخدمة تجارية. كان ذلك انطباع البداية وأنا أنظر من أسفل العمارة اتجاه الإعلان الذي تحمله اليافطة. فكرت أن أكون موضوع تجربة لأنقل كيف تسير الأمور بين اثنين تجمع بينهما وكالة للزواج، وتسجيل الطلب إلكترونيا، وتحديد الشروط التي ينتفي فيها فارس وفارسة الأحلام كما اعتدنا انتظاره لا إخراجه من بين الطلبات المسجلة في الحاسوب. كان من الصعب مجاراة زاوية معالجة الروبرتاج كما تخيلته، الوقت لا يتحمل انتظار مراحل التجربة: من التسجيل إلى الاستقبال من قبل كوتش الوكالة، إلى جلسة معرفة الشخصية التي تعقدها الوكالة، إلى تقديم اقتراح بالعرسان المرشحين في قائمة المسجلين، إلى لقاء مرشح وانتظار ما تسفره عنه لقاءات الطرفين التي قد تطول.  

اليوم: ليلة القدر من رمضان 2023، الساعة الثانية عشر حسب الموعد المحدد مع الكوتش زبيدة البقالي بالوكالة. بالمدخل لوحة إشهارية تشجع أو تحرض على الزواج من خلال صورة عرسان، الأمر سيان وهو أحد أهداف هذا المشروع الذي يعيد الوساطة الزواجية إلى الواجهة، لكن من خلال خبراء ومساعدين يهدفون إلى التقريب  بين المرشحين لطلب خدمة الحصول على شريك. تذكرت قول الأوائل «الزواج بنية والحرث بالنية يا مولانا»، من قال إن المترشح عبر موقع الوكالة له نية الزواج فعلا؟ وأنه يعاني أزمة وضعفا في إيجاد نصفه لتشييد مؤسسة زواجه؟ كل شيء محتمل، لكن جواب البقالي قرب الغموض الذي قد يتبادر إلى الذهن قبل تجميع المعلومات: منذ ثمان سنوات ونحن نشتغل على هدف اجتماعي عميق، وهو المساعدة على إيجاد زوج أو زوجة حسب المواصفات التي يطلبها المرشح وفي إطار الحلال». الزواج الحلال أو الشرعي أو الصحيح يثبت بشروط حددتها مدونة الأسرة، والوكالة تشترط أن يكون المرشح صادقا لا مدعيا أو مجرد متقدم كاذب، لذلك، لا يفتح باب الوكالة إلا للمترشح عبر موقعها بالأنستغرام، ومن خلال التسجيل الذي يتضمن تقديم معلومات أولية، تتم غربلة العروض وفق ما يتشكل لدى أعضاء مركز زواج من جدية صاحب الملف. ومن خلال المعطيات المسجلة، يبرمج لقاء مباشر في مكتب الوكالة، وهي جلسة تعارف عن قرب مع طالب خدمة المساعدة على الزواج، خلالها يتم تحديد ملامح شخصية المعني أو المعنية بالطلب، وبناء على ذلك، تجمع مواصفات كل مرشح، من مؤهله التعليمي إلى شروطه وموصفات الشريك المرغوب فيه، ومن سنه إلى وضعه الاجتماعي والمادي والثقافي..، ونقاش الجلسة قد لا تغفل السؤال الأساسي: عن الدافع من اللجوء إلى خدمة الوكالة؟ 

تقول الكوتش البقالي أن طالبي المساعدة يعبرون عن أزمة ثقة اليوم في الزواج دون وساطة مؤسسة، كما أن هناك صعوبة كبيرة لدى الكثيرين للارتباط وتأسيس أسرة، السبب بنظرها مرتبط بالتحولات التي عرفها المجتمع إذا استحضرنا وضع نسائه، فالدراسة والعمل لا تتركا وقتا للكثيرات لصيد فرصة العمر، نفس الشيء بالنسبة للرجال، حيث ضغط العمل يفوت الزواج في سن غير محسوب على المنعطف الحرج. لذلك تظهر شروطا تراعي وضعية صاحبها، وأقل ما يمكن أن يقال عنها أنها ناضجة، ويتحرر فيه المرشح مما يكن اعتباره هلاميا.

المقال الموالي

سلط المسلسل الضوء على واقع المرأة المغربية من خلال شخصيات تعيش في مستويات اجتماعية مرتفعة، بينما تخفي معاناتها الحقيقية خلف صور السعادة على وسائل التواصل الاجتماعي.
بمؤسسة دار بلارج، التي تحضن موضوع روبرتاجنا عن الأمهات الموهوبات، وجدناهن قد تجاوزن وصم « بدون» الذي كان يوصم بطائق تعريف بعضهن في زمن ما لأنهن ربات بيوت، حصلن على جائزة المونودراما بقرطاج عن مسرحية كتبنها، شخصنها، وعرضنها فوق خشبة مسرح عالمي. والحصيلة مواهب في فن يصنف أبا للفنون، اشتغلت عليها مؤسسة دار بلارج وأخرجتها من عنق الحومة والدرب وجدران البيوت القديمة التي لم يكن دورهن فيها يقدر إلا ب»بدون».
الأبيض والأسود لونين أساسيين في مجموعات عروض أزياء أسبوع الموضة بباريس.