التركيز ..وصفة مضمونة للنجاح

يعتبر التركيز هو مفتاح الطريق المختصر نحو النجاح حيث يساعد على مضاعفة القدرة على التفكير والتخطيط السليم وحلّ المشاكل بطرق إبداعية كما أنه يعمل على اختصار الكثير من الوقت والجهد اللازم لإتمام المهام، بالإضافة إلى تنمية القدرة على التخلّص من الأفكار غير المرغوبة وبالتالي تحقيق نتائج أفضل.
أمينة متوكل
أخصائية التغذية العلاجية

فرض نمط الحياة السريع والضاغط وصعوبة التنقل بسبب زحام المدن الكبرى، وبالطبع استبدال العلاقات الاجتماعية الواقعية بأخرى افتراضية تتم من خلف شاشات تحاصرنا جميعا، شعوراً عاما مستمر بعدم التركيز والتشتت، بالإضافة إلى صعوبة إنجاز الأعمال، أو التحصيل الدراسي، وكل ما سبق يعود بالأساس إلى انعدام أو قلة وتشتت التركيز، الذي يعتبر هو اللبنة الأساسية في أي مسار شخصي مهني ودراسي ناجح.

  ما هو التركيز؟

وصفت الطبيبة أمينة متوكل أخصائية التغذية العلاجية مصطلح التركيز الذهني قائلة: «هو أعلى درجات الانتباه، وهي قدرة الإنسان على تجاهل الكثير من الأمور التي قد تشتت أفكاره، وبالتالي التركيز على مهمة واحدة فقط أو ما يريد إنجازه على المدى القصير أو الطويل، وبالتالي هي عملية ليست سهلة، وتتطلب أن تساعد العوامل البيئية المحيطة بالشخص، بالإضافة إلى نمط العيش الخاص به على إنجاز تلك المهمة، وهنا تكمن صعوبة تلك العملية خاصة في ظل تسارع وتيرة الحياة، وكثرة المؤثرات السلبية التي تؤدي إلى صعوبة التركيز، والتي تتحول لدى الطلاب في مرحلة التمدرس إلى متلازمة تشتت الانتباه وصعوبة التركيز أو فرط الحركة والتي تنتشر بحسب الدراسات العلمية بين حوالي 5% 10%- من مجمل طلاب المدرسة في عمر 12 عام، كما أن هذه المشكلة تظهر بصورة متضاعفة لدى الذكور بنسبة تصل إلى ثلاث أضعاف الإناث».

علاقة التغذية بالتركيز

هناك ارتباط وثيق بين التركيز والتغذية ونمط العيش ولا يمكن الفصل بينهم في أي حال من الأحوال، وأكدت الطبيبة المتوكل على ذلك قائلة: «التشتّت وصعوبة التركيز هو إشكال طبيعي لدى غالبية الناس، ولا يُعتبَر اضطرابًا مرضيًا، حيث أنّ غالبية أسبابه تتمثّل في التعب والأرق وقلة النوم والإجهاد العاطفي وأحيانًا اضطراب الهرمونات لدى النساء في حالات الحمل أو انقطاع الطمث بالإضافة إلى بعض اضطرابات الغدد الصمّاء وبعد الآثار الجانبية لبعض الأدوية وحالات التجويع أو قلّة الشهية، وبالتالي فإن الحرص على ضبط نمط عيش الأشخاص و ووجباتهم الغذائية هو أول طريق لحل مشكلة صعوبة التركيز، فيجب أن يكون هناك حرص على ضبط مواعيد تناول الوجبات، وعدم التفريط أو  التنازل عن تناول أي وجبة خلال اليوم، خاصة وجبة الإفطار والتي يغفل الكثيرين عن أهميتها خاصة لدى الأطفال في مرحلة التمدرس، وفي حالة رفض الطفل تناول الطعام في الصباح الباكر، فيجب أن يتم إقناعه بتناول الفواكه الجافة أو الحليب، في بداية اليوم، وبالطبع الابتعاد عن السكريات، لما لها من تأثير جد سلبي على عملية التركيز والتحصيل الدراسي، حيث إن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر في الدم تنشط مناطق الدماغ المرتبطة باستجابة المكافأة والشعور بالرضا والسعادة وتثير مشاعر جوع أكثر حدة مقارنة بالأطعمة منخفضة في نسبة السكر، كما أن الأطعمة التي تسبب ارتفاعًا أعلى في نسبة الجلوكوز في الدم تنتج دافعًا أكبر للإدمان في الدماغ، مما يؤدي إلى تباطؤ الوظيفة الإدراكية وعجز في الذاكرة والانتباه، وصعوبة في عملية التذكر».

ووجهت الطبيبة نصيحة بالاعتماد على نظام تغذية قائم على البروتينات مثل البيض واللحوم البيضاء والحمراء الخالية من الدهون، وبالطبع الفواكه الجافة والمكسرات مثل اللوز الذي يعتبر أحد أفضل الأطعمة للطلاب، إذ إن مضغ حفنة من اللوز في أثناء الدراسة يزود الطالب بالبروتين الأساسي، والدهون الصحية التي تسد الجوع وتعزز التركيز، وأيضا من الأفضل تناول الأسماك التي تحتوي على أوميجا 3 والتي تعزز الذاكرة، والموجودة في أسماك التونة والسردين، ونهبت الطبيبة قائلة: «من الهام جداً الانتباه إلى عدم تناول الوجبات الجاهزة التي للأسف أصبحت مكون رئيسي في حياتنا خاصة لدى المراهقين والأطفال، مما يكون له تأثير جد سلبي على صحتهم وأوزانهم، وقدرتهم على التحصيل الدراسي بسبب الدهون الثلاثية المشبعة والكوليسترول، واللذان يتسببان في تدمير الذاكرة».

 حرب الشاشات

صنفت دراسة أجريت في جامعة جالكوري بكندا الاستعمال الكثيف للشاشات خاصة من جانب المراهقين والأطفال بأنه أكبر تحد تواجه العائلات في العصر الحديث وأطلقت عليه اسم «متلازمة الشاشة الإلكترونية» وتؤدي تلك المتلازمة إلى زيادة الضغط على المخ، وهو ما يؤدي إلى خلل في النُظم البيولوجية، ومن ثم خلل في الجهاز العصبي للأطفال. وتشمل أعراضها عادةً ضعف التركيز والعصبية والسلوك العدواني، كما أن الأطفال المُصابين بها يشعرون بالإحباط والبكاء والغضب بسهولة، ويقل مستواهم التعليمي، خاصة من سن سنتين إلى خمس سنوات، وهي المرحلة المصاحبة لعملية تطور الدماغ، حيث تتأثر خلايا المخ بطول فترة الاستخدام، كما تؤدي لضعف المهارات اللغوية والتعلم، وتضعف حصيلته اللغوية، مما قد يفقده القدرة على الكلام في كثير من الأحيان.

وأكدت الطبيبة متوكل أن تحديد وقت معين للتعرض للشاشات بمختلف أنواعها ضروري خاصة مع الأطفال، كما أنه من الأفضل مشاهدة البرامج عبر الشاشات الكبيرة مثل التلفزيون، وعدم ترك الأطفال يمضون ساعات برفقة الأجهزة اللوحية والهواتف النقالة.

"MAMMIA" تُحدث نقلة نوعية في حياة الأمهات المغربيات بإطلاق مضخة الثدي اللاسلكية.
في لحظة وفاء خاصة، كرمت الدورة 21 من مهرجان مراكش السينمائي الدولي اسم الراحلة "نعيمة المشرقي" التي توفيت خلال أكتوبر الماضي، وخصص المهرجان تكريما بعد الوفاة،  للممثلة التي تعتبر شخصية رمزية في السينما والمسرح والتلفزيون في المغرب.
يقدم Atelier AMBIGU معرض "ESSOR"، الذي سيُقام من 6 إلى 17 دجنبر 2024 في الرباط. يسلط المعرض الضوء على أعمال فنانين شباب صاعدين، مستعرضًا مواضيعا مثل الهوية، التغيير ، والتجريب من خلال وسائل متعددة.