صعوبة التشخيص..؟!
قد تعاني السيدة أو الفتاة لسنوات من آلام شديدة في منطقة البطن وحول الرحم، ولا تجد التشخيص الصحيح لدى الأطباء، وشرح الطبيب المتخصص في علاج العقم وصعوبات الإنجاب ذلك قائلا : «بطانة الرحم المهاجرة من الأمراض المعقدة في كل مراحلها بداية من الاكتشاف وصولاً إلى التشخيص الصحيح ثم العلاج، حيث تعاني معظم الفتيات أو السيدات من آلام مصاحبة للدورة الشهرية خاصة في اليوم الأول لها، مما يجعل الشعور بآلام في منطقة الرحم والبطن عادية ومقبولة، ولكن أؤكد هنا أن ألم الدورة الشهرية الاعتيادي يختلف عن آلام مرض بطانة الرحم المهاجرة، حيث قد تعاني بعض السيدات من تقلصات على مستوى عضلات الرحم، بسبب ضيق عنق الرحم، ولكن هذا الألم لا يتجاوز يوم واحد أو يومين، ولا يكون هناك أعراض أخرى مصاحبة، على عكس آلام بطانة الرحم المهاجرة التي تكون مستمرة، مبرحة، يصاحبها حالة إعياء شديد، طمث غزير، وبالتالي تصاب معظم المريضات ببطانة الرحم المهاجرة بمرض فقر الدم، كما يعد الشعور بآلام شديدة أثناء العلاقة الزوجية، آلام أثناء التبول، من أهم أعراض بطانة الرحم المهاجرة، إضافة إلى أنه يعد السبب الرئيسي في حالات تأخر الإنجاب بنسبة تصل إلي 50 %، خاصة وأنه تتداخل أسباب الإصابة به حيث تلعب العوامل الوراثية وتلوث البيئة وأيضا ظاهرة الحيض الرجعي سبباً أساسياً في الإصابة بهذا المرض، وبسبب شيوع أعراضه وتداخلها كما ذكرت، وصعوبة تشخيصه حيث يحتاج إلى فحص سريري خاص، يتم في الغالب داخل غرفة العمليات لذلك يجد بعض الأطباء صعوبة في تشخيصه».
وصفة التشخيص الصحيح
تشكل زيارة الطبيب، المرحلة الأولى والأساسية نحو تشخيص هذا المرض، كما أوضح دكتور زرقاوي قائلا : «يستخدم الأطباء فحص الحوض والموجات فوق الصوتية لتحديد إمكانية وجود أكياس على المبيضين، الاشتباه في وجود بؤر بطانة الرحم المهاجرة، وأحيانا يتم الكشف عن التعقيدات والالتصاقات، كما أن الكشف عن طريق الرنين المغناطيسي يساعد في تشخيص المرض، ويظل المنظار الداخلي هو الطريقة الأفضل للكشف عن وضع الرحم ككل، والمبايض، ويستطيع وفقا لدرجة المرض أن يقوم الطبيب المعالج بالبدء في خطة العلاج والتي تنجح في معظم الأحيان في تخفيف آلام السيدات أو النجاح في إنهاء تأخر الإنجاب، حيث تنجح عملية علاج بطانة الرحم المهاجرة في شفاء 60 %من مريضات العقم».
علاج بطانة الرحم المهاجرة
هناك أكثر من خطة علاجية يمكن أن يتبعها الطبيب المعالج في تخفيف آلام بطانة الرحم المهاجرة وصولا ً إلى تمام الشفاء، وشرح نائب رئيس الجمعية المغربية للخصوبة وتنظيم النسل مراحل العلاج قائلا : «تساعد الأدوية على تخفيف أعراض بطانة الرحم المهاجرة، وتحد من تطور خلايا بطانة الرحم خارج الرحم، كما ان هناك علاجات دوائية تساعد في تثبيط نمو خلايا بطانة الرحم المهاجرة، ويتم ذلك باستخدام الهرمونات للحد من إنتاج هرمون الأستروجين في الجسم أو إيقافه، عن طريق كبت الإباضة الشهرية من المبيض، ويكون العلاج على شكل حقن لعلاج بطانة الرحم المهاجرة تؤخذ كل 3 شهور، أو باستخدام اللولب الهرموني، أو أي شكل من أشكال العلاج الهرموني مثل الحبوب عن طريق الفم، وتؤدي جميع هذه الخيارات الهرمونية إلى نفس المفعول في علاج بطانة الرحم المهاجرة، ويعتبر الحل الجراحي بالمنظار هو أفضل الحلول العلاجية للحصول على نتائج مرضية، حيث تتم العملية تحت التخدير الكامل ويقوم الجراح بعمل جروح صغيرة، أو شقوق في بطن المريضة، يمرر أنبوب صغير به مصدر ضوئي، وكاميرا ترسل صوراً من داخل البطن أو الحوض إلى شاشة تليفزيون، حتى يتمكن الطبيب من تدمير أنسجة بطانة الرحم المهاجرة، أو قطعها، ولكن و على الرغم من أن علاج بطانة الرحم المهاجرة بالمنظار يمكن أن يخفف الأعراض، ويساعد في بعض الأحيان على تحسين الخصوبة، إلا أن هذه الحالة المرضية يمكن أن تتكرر، خاصة إذا تركت بعض أنسجة بطانة الرحم موجودة، إلا أن استخدام أدوية علاج بطانة الرحم المهاجرة الهرمونية لدى النساء اللاتي خضعن للجراحة بالمنظار، يمكن أن يخفض من حالات الانتكاس وتكرار حدوث المرض، ولكن هذه العملية تعد من العمليات الدقيقة حيث يتم العمل في مكان حساس بين البطن والأمعاء والرحم».