زكية الطاهري : حرية المرأة على رأس أولوياتي…

يرتبط اسمها بصناعة أعمال ناجحة وجيدة، فهي تقف بروحها وأفكارها وتُجند إمكانياتها لخدمة الفن السابع، تعمل بإخلاص وتسير على درب الكبار، المخرجة زكية الطاهري صاحبة مسار يستحق الإشادة به، فهي تتقن فن تقديم رسائل نسوية خالصة في أعمال جماهيرية، كانت منا الأسئلة ومنها الإجابات الشافية.

 رحلة المخرجة زكية الطاهري مليئة بالمحطات الاستثنائية، كيف تقيمين ذلك المسار ؟

 أشعر بالكثير من الفخر ببعض ما أستطيع أن أطلق عليه «إنجازات»، لأني بدأت مساري السينمائي مبكراً للغاية في فرنسا، حيث تدربت على يد المخرج سهيل بن بركة، إلى جانب دراستي التمثيل والإخراج، وفي ذلك الوقت أتيحت لي الفرصة للتعلم مع العظماء من أمثال كلود ليلوش و خوسيه بينهيرو، وأكد لي العمل معهم أن السينما هي طريق حياتي، وبعد ذلك قابلت المخرجة «فريدة بليزيد»، التي منحتني فرصة عمري في بطولة فيلم «باب السماء المفتوح» عام 1989، والذي جعلني أقترب من طريقة اشتغالها، ولمست أنها مثال للصبر والإخلاص، وبالطبع تعلمت منها الكثير من  الصفات التي  أثقلت شخصي، وأثرت في مساري، والآن عندما أعود بالذاكرة للخلف أجد أن اختياري للصدق والانحياز للقصص الإنسانية كان اختيار مثالي، وجعلني أتقبل رأي الجمهور في أعمالي، وأطور نفسي دائما لأروي قصص تلهم المُشاهد.

ولكن غالباً ما تكون – كلمة سر- خلف المسار الناجح، فما هي في حياة زكية الطاهري؟

أعتقد أنها المثابرة والشغف، لأن الأصعب من النجاح هو الاستمرارية والحفاظ عليه، وهذا هو ما حاولت فعله في مساري، لأن القاعدة تقول «لا شيء مضمون على الإطلاق»، لذلك عندما أبدأ أي مشروع جديد أعمل كمبتدئة ، وعندما أنهي أي مشروع يكون سؤالي هو « كيف أبدأ من جديد؟، كيف لا أكرر نفسي»، وفي رأيي أنني أحاول تجاوز العقبات والمشكلات والاعتياد بهذه الطريقة التي اكتسبتها من والديّ لأنهما كانا يتمتعان بقدرة كبيرة على تجديد الشغف، وهذه  فرصة لأشكرهما على كل شيء فعلوه من أجلي.

 على الرغم من نجاحك كممثلة إلا أنك فضلت الاتجاه إلى الإخراج، لماذا اتخذت هذا القرار؟

لأن الفرص لي كممثلة في فرنسا لم تكن كثيرة بل كانت نادرة وسيئة، وبالتالي كان الانتظار دائماً هو رفيقي بدلاً من العمل، فواجهت الكثير من الإحباط وأنا كان وما زال لدي طاقة كبيرة لصناعة الأفلام، وكان لابد أن أبحث عن فرصة أصنعها أنا وأتحكم بها، سواء على مستوى الإنتاج أو التنفيذ، ولم أكن لأجد كل آليات الحرية في تنفيذ مشاريعي إلا في مسار الإخراج الذي اخترته بحب وفخر، وأنا أتحمل فيه مسؤولية اختياراتي.

 أيمكننا أن نقول أن زكية الطاهري تصنع دراما نسوية؟

نعم، بكل فخر.. لأنني امرأة وحظيت بقدر كبير من الحرية في التعبير والاختيار، ومن خلال أعمالي أؤكد على حق النساء في الاختيار والحرية، وأعتقد أنه نضال شخصي فخورة به، لأن صورة المرأة في الدراما التلفزية تعكس وضعها المجتمعي، فالمرأة لم تعد في خدمة الرجل، ويجب على المجتمع تقبل اختيارات المرأة حتى لو كان هذا الاختيار البقاء بالمنزل، ولكنه يجب أن يكون اختياراً حراً نابعاً من إرادتها المستقلة، ونحن كصناع دراما عندما نقدم نماذج سيدات ناجحات في السلسلات التلفزية، تشاهدها الطفلات ويصبح لديهن أحلام أن يصبحن مثل تلك البطلة، وإذا نجحنا في تحقيق ذلك نكون حققنا انتصاراً على الذكورية بمجتمعنا، وحتى إن كان هناك بعض التعليقات السلبية عبر مواقع التواصل الإجتماعي على أعمالي، فإنني مصرة على تقديم دراما نسوية مغربية بفخر واعتزاز. 

كثير من المخرجين يعلقون بشكل سلبي على المستوى الاحترافي للممثلين الشباب هل واجهت ذلك مع فريق عمل «المختفي»؟

بالعكس …أنا لم أجد من ممثلات وممثلين مسلسل  «المختفي» سوى الاحترافية واتقان العمل على أكمل وجه، لأنني عموماً لا أحب أن أعمل في فريق عمل به صراعات، وأعتقد أن هذا سبب من أسباب حفاظي على مساري الناجح، وهو فريق العمل المتماسك الذي يجعل نجاح العمل هو الأولوية الأولى، وهذا ما وجدته من فريق عمل مسلسل « المختفي «، حيث عمل الممثلين بروح الأُخوة والعطاء اللا محدود، وبالطبع «جيهان كيداري» هي رمانة ميزان العمل، ولولا تعاونها الكامل مع زميلاتها وزملائها ما كان ليخرج المسلسل بهذا الشكل، وهذه فرصة لأوجه الشكر من جديد لكل فرد من أفراد المسلسل، سواء أمام الكاميرا من ممثلين، أو خلفها من فريق تقني إحترافي أفخر بالعمل معه في كل مرة.  

ولكن وجهة نظرك تتعارض مع تحقيق الأفلام المغربية عدد من النجاحات على المستوى العالمي مؤخراً..؟

لا يوجد تعارض، ولكن المسألة مختلفة فتلك الأفلام حققت نجاحاً مع المهرجانات والصحافة الأجنبية، ولم يراها المغاربة، لأنه لا يوجد صالات عرض كافية، وهي أول مشكلة تواجه صُناع السينما، لأنه ليس كافياً أن تشهد لك المهرجانات، لأنك تصنع أفلاماً للجمهور المغربي، الذي هَجَر صالات العرض السينمائي والمسارح منذ فترة طويلة، ولكن حتى لا تكون نظرتي سوداوية للأمور، تم إنتاج أفلام كوميدية مؤخراً حققت نجاحات نسبية، وجذبت المشاهدين سواء اتفقنا على مستواها الفني أو اختلفنا، لأن تلك الصناعة تحتاج إلى المال، وتلك الأرباح هي ما ستساعد على إنتاج المزيد من الأعمال مما يعني تطور الأفلام وتنوع موضوعاتها، وهذا ما نهدف إليه جميعاً.

هل هناك مخرجين شباب يحظون بإعجابك ومتابعتك؟

هناك جيل جديد من المخرجين الشباب المغاربة يبشر بالخير، منهم المخرج «كمال الأزرق»، الذي شاهدت فيلمه الأول «العصابات – Les Meutes»، وأعتقد أنه عمل استثنائي، وهو مخرج حساس صاحب رؤية مميزة، وأتابع ما تقوم به أسماء المدير، لم أشاهد بعد فيلمها «كذب أبيض» لكنني متشوقة لرؤية ذلك الخليط الممتع الذي يجمع بين التسجيلي والروائي، وأريد بكل تأكيد مشاهدة فيلم «الملعونون لا يبكون» لفيصل بوليفة والذي سمعت انه فيلم رائع . 

ولكن تذاكر السينما كمؤشر نجاح لم يعد هو الأساس على مستوى العالم وحل محلها نسب المشاهدة عبر المنصات المختلفة، كيف تتعاملين مع هذا المعطى كمخرجة ومنتجة؟

تلك النسب التي تتحدثين عنها لا تدخل في صلب عملي، ولا تؤثر عليه، ولا أعطي لها أي اهتمام، أنا أقدم عمل احترافي للجمهور، الذي إذا أعجبه العمل سيتابعه، أما نسب المشاهدة تهم القناة وتربح من خلالها، لأننا مجرد منتجين منفذين، وبالطبع يصل لنا مردود إيجابي من مسؤولين القنوات المختلفة ولكن بالنسبة لي لا تؤثر على عملي.

ما هي مشروعاتك المستقبلية؟

أتمنى أن أعود إلى السينما بتقديم قصص تعجبني وأرضى عنها، كما أتمنى الفترة القادمة العمل على إخراج وثائقيات تروي قصص عن المغرب. 

لا سكينة ولا رحمة بينهم. كل وصايا المعاشرة الطيبة وبالمعروف مجرد صيحة في واد آسن. العنف إيقاع يكاد يكون يوميا. وجولاتهما فيه تضع عنفه وردة فعلها في ميزان التقييم : سلوكه عدواني يصل بعضه إلى إحداث عاهة مستديمة وأقصاه عنف مميت. «عنفها» رد فعل على سلوك تحركه ثقافة ذكورية بائدة يبررها هو ب: نضربها وما نخلي شكون يضربها.
يتجاوز خطورة تأثير العنف على المتاعب الجسدية والنفسية أو التأثير اللحظي للعنف، حيث يتحول إلى دائرة لا تنتهي من العنف المتوارث، فعندما يستأنس الأبناء مشاهد العنف وتتحول إلى مشاهد اعتيادية تصبح جزء من مخزونهم الثقافي والسلوكي، طرحنا السؤال على الأخصائية النفسية أمل سبتي، والتي رسمت لنا الطريق الذي يسلكه معظم أبناء العنف.
كشفت المنتجة المغربية كريمة أولحوس عن إصدار أحدث أعمالها الفنية، وهو الفيديو كليب "أصلي أنا" للمغنية الفلسطينية الأردنية زين، إذ يعد هذا العمل لوحة بصرية وموسيقية تحتفي بالهوية الثقافية الفلسطينية، ويمثل إضافة نوعية لمشوار أولحوس الذي يجسد نجاحا مشرفا للمرأة المغربية والجيل الجديد في مجال الإنتاج الفني والسينمائي.