قيود الجمال: رحلة عبر الزمن وعبر الأجساد

لقرون عديدة، كان الجمال هو عملة الأنوثة، متجاوزًا الطبقة والثقافة والزمن. أكثر قيمة من الذكاء أو الرياضة أو الثقة أو اللطف؛ لقد كان الجمال الجسدي دائمًا أثمن سلعة لدى المرأة.

لم يكن الجمال مجرد مظهر خارجي، بل كان عملة نادرة تُحدّد قيمة المرأة ومكانتها في المجتمع. لقد تجاوز الجمال الطبقات والثقافات، وسيطر على تفكير الناس، مُحوّلاً إياه إلى هوسٍ يطارد النساء عبر الزمن.

مُمارسات خطيرة باسم الجمال:

لم تتردد النساء في تعريض أجسادهن لمخاطر جسيمة في سبيل تحقيق معايير الجمال المُتغيّرة. فمن ربط القدمين لإخفاء جمالهن الطبيعي، إلى استخدام مواد سامة مثل الزرنيخ لتبييض وجوههن، وصولاً إلى الكورسيهات الضيقة التي شوهت أجسادهن، لم تتردد النساء في دفع ثمن باهظ في سبيل الجمال.

معايير عصرية مُقيتة:

يبدو أنّ معايير الجمال في عصرنا الحديث قد وصلت إلى ذروة قسوتها. فمع ازدياد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، باتت صور الجمال المثالي تُلاحق النساء في كل مكان، مما أدّى إلى ازدياد شعورهن بعدم الرضا عن أنفسهن.

ازدياد عمليات التجميل بشكل مُخيف:

يُشير ارتفاع معدلات عمليات التجميل بشكل مُخيف إلى مدى تأثير معايير الجمال القاسية على النساء. ففي عام 2022، تم إجراء أكثر من 14.9 مليون عملية جراحية و18.8 مليون عملية غير جراحية في جميع أنحاء العالم، مع زيادة الجراحة التجميلية بنسبة 41.3% بين عامي 2018 و2022. وتهيمن النساء والفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 13 و54 عامًا على سوق هذه الإجراءات.

استهداف الفتيات الصغيرات:

يُعدّ استهداف الفتيات الصغيرات بإعلانات الجراحة التجميلية ظاهرة مُقلقة تُنذر بمستقبلٍ مُظلم. فمن خلال تعريضهنّ لمعايير الجمال المُتشدّدة في سن مبكرة، يتمّ برمجتهنّ على الشعور بعدم الرضا عن أنفسهن، ممّا قد يدفع بهنّ إلى اللجوء إلى عمليات التجميل في سنٍ مبكرة.

وفق دراسات أمريكية، كان هناك ارتفاع هائل في جميع أنحاء العالم في عدد المراهقين الذين لا تتجاوز أعمارهم 15 عامًا والذين يسعون للحصول على استشارات بشأن الإجراءات التجميلية، مع استهداف إعلانات الجراحة التجميلية للأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم ثمانية أعوام. في عام 2016، تم إجراء أكثر من 229 ألف عملية تجميلية على المرضى الذين تقل أعمارهم عن 19 عامًا في الولايات المتحدة وحدها.

التلاعب باسم التمكين:

تُسوّق صناعة التجميل اليوم الجمال كأداة للتمكين وتعبير عن القوة الأنثوية. لكن هذه الفكرة تُعدّ خداعًا كبيرًا، حيث يتمّ استغلال رغبة النساء في الشعور بالثقة بالنفس لبيع المزيد من المنتجات والخدمات.

لقد حان الوقت لوضع حدّ لمعايير الجمال القاسية التي تُؤثّر سلبًا على حياة النساء. يجب علينا تعليم الفتيات الصغيرات أن قيمتهنّ لا تكمن في مظهرهن الخارجي، بل في ذكائهنّ وشخصيتهنّ وإنجازاتهنّ.

جمال حقيقي:

الجمال الحقيقي لا يكمن في اتباع معايير مُتغيّرة، بل في تقبّل أنفسنا كما نحن، مع عيوبنا وجمالنا الفريد. حان الوقت لكي نُحرّر أنفسنا من قيود الجمال ونُحارب ثقافة التشويه الجسدي التي تُلاحق النساء منذ قرون.

واليوم، لا يزال تسويق الجمال كأداة للتمكين وتعبير عن القوة الأنثوية. وهذا تشويه صارخ للواقع يخلق الوهم بأن المرأة قد تجاوزت الحدود التاريخية لمعايير الجمال.

يستند مشروع "قطرة" الذي قامت بتطويره مجموعة من الطلاب بالمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن في الدار البيضاء، إلى تطبيق على الهاتف النقال مرتبط بجهاز ذكي لإدارة المياه.
تأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية موسعة يرعاها المجلس الإقليمي لتنمية القطاع السياحي وجعل الإقليم نقطة جذب للسياحة الوطنية والدولية على حد سواء.
تجسد هذه الحملة، التي أطلقها المرصد الوطني لحقوق الطفل تحت شعار “لنعمل معا”، بإشراف من صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، عزم المغرب على حماية أطفاله من التنمر المدرسي، الآفة العالمية التي تتطلب التزام الجميع.