يعد الشعور بعدم الأمان العاطفي والنفسي الدافع الذي يحرك سلوك التنمر عند الطفل، حيث ردة فعله في بعض المواقف تتخذ منحى الاستقواء على من يوجدون في محيطه، بل إن الرغبة في إضعاف الآخر تصبح لصيقة بعلاقاته سواء في المدارس أو الشارع أو حتى في البيت.من ثم يتم الحديث عن مصادره وما يعززه من قبيل التلفزيون أو وسائل التواصل الاجتماعية.
في نظر الأخصائية التربوية ماجدولين نهييبي هناك علامات تظهر على سلوكات الطفل تصنفه في دائرة المتنمرين، فالنزوع إلى السيطرة وتزعم فريق أو مجموعة الأصدقاء، وظهور ضعف في بناء علاقات وصداقات آمنة ومتواصلة وغير متوترة مع المتواجدين في محيط اللعب أو الدراسة أو العائلة، كلها علامات تؤكد السلوك العنيف الذي هو الإطار الذي يدخل فيه التنمر.
سلوك التنمر لا يكون إطلاقيا، إذ يمكن للطفل أن يتنمر في المدرسة أو الشارع بينما يبدي سلوكا غير ذلك في البيت، والعكس أيضا صحيح. لذلك يتم التركيز عند تحليل سلوك المتنمر على ما يشعره بعدم بالأمان في فضاء دون آخر، ومن ثم يتم الربط بين السلوك وبين وجود تهديد يجعل الطفل يبادر بالاستقواء. تقوم التربية والتوجيه على الملاحظة المبكرة لبعض السلوكات التي تظهر على الأطفال وتهدد مستقبلهم قبل حاضرهم. لذلك توصي، أستاذة علوم الترببية «ماجدولين نهيبي»، بعدم إغفال تأثير سلوك التنمر على مستقبل الطفل، فالسلوك يرافق صاحبه ويصبح لصيقا بالشخصية في غياب توجيه وعلاج سلوكي من سن مبكرة.