خلالها هذه الجلسة، اعتبر المشاركون أن الحكاية الشعبية تلعب دورا كبيرا في تشكيل الوجدان العربي عبر مختلف العصور والأزمنة، إذ وقف، الدكتور سعيد يقطين، عند أدب الحكاية الشعبية باعتبارها مكونا ثقافيا يسافر في مختلف الأزمنة و يحتل الأمكنة بسلطة متحكمة في خيال الناس، من ثم وصف الدكتور يقطين الحكاية الشعبية ب “سجل لتجربة الإنسان مع محيطه، وعلاقته بالحياة والكون”، وأنها ليست” مجرد قصص للتسلية”. وقد أشار يقطين إلى ان البساطة والصدق قوة الحكاية الشعبية التي تجعلها قادرة على التحول إلى أمثال وكلام مأثور، ومن ثم تضمن الانتقال في الزمن والمكان بسرعة كأن لها “أجنحة تطير بها” وقد قدم الدكتور يقطين مثالاً بشخصية “جحا” التي سافرت عبر كل الثقافات والأزمنة التاريخية. وعن دورها المعرفي أشار إلى أن الحكايات الشعبية كانت وسيلة لنقل المعرفة معتمدة أسلوبا قصصيا وأحيانا ترفيهيا توظف شخصيات رمزية أو تاريخية بأبعاد خيالية، مثل شخصية الجازية الهلالية و قصص هارون الرشيد وولادة بنت المستكفي. وهي بهذه القيمة تشكل “أثمن رأسمال لأي ثقافة عالمة”.
خلال الجلسة الحوارية تناولت الكاتبة شيخة الجابري في مداخلتها دور المرأة في صيانة وحفظ الحكايات الشعبية ودورها أيضا في نقلها عبر الأجيال بالتشديد على أن المرأة حاملة للثقافة والهوية منذ الأزل، هكذا أوردت مصطلح “الخروفة” أو “الخراريف”، الذي يعبر به مفردا أو جمعا على الحكايات الشعبية في الثقافة الشعبية الإماراتية تماما كما في المتداول العامي المغربي، من ثم اعتبرت الحكاية الشعبية من أبرز الجسور التي تربط بين ضفاف العالم العربي.