وتفسر ذلك قائلة: «نحن أصحاب حرفة لها تقنيات معينة، نلتزم بها من أجل الحصول على عمل درامي متماسك يليق بالجمهور المغربي، وهذا هو ما أحاول الالتزام به في كل أعمالي، وأدون ملاحظات الجمهور عبر وسائل التواصل الإجتماعي لأحاول أن أتلاشاها، فنحن نكتب منهم وإليهم».
قدمت اليوسفي كبسولات كوميدية قصيرة خلال إحدى برامج المسابقات على شاشة القناة الثانية عام 2007، وحصلت على المرتبة الأولى، وكانت هذه هي نقطة الإنطلاق نحو عوالم الكتابة وبنات أفكار الدراما، حيث تأكدت من تجربتها أن المَشاهد التي تحمل توقيعها هي كانت الأكثر تأثيراً وقبولاً بين الجمهور، فقررت منح مزيد من الوقت للكتابة الدرامية بالرغم من دراستها للهندسة المعلوماتية وعملها بنظام الدوام الكامل في إحدى شركات البرمجة، وتذكرت فاتن قرار استقالتها وتفرغها للكتابة قائلة : «لم يكن القرار صعباً، ولكنه كان مُتريثاً، واقنعتني به المخرجة زكية الطاهري التي أعتبرها عرابتي في الدراما فهي أول من آمنت بي، وعندما شعرت أن الكتابة في عطلة نهاية الأسبوع لا تكفي اقترحت عليَ تبديل مساري المهني، وإعطاء مزيد من الوقت لاحتراف السيناريو، وأعتقد أنه كان قراراً صائباً تماماً».
تعتبر فاتن اليوسفي أن قدوتها في مجال الكتابة التلفزية هو السيناريست المصري «وحيد حامد»، الذي ترى أنه قدم دروس حية لكل من يريد أن يتقن تلك الحرفة الصعبة، وشرحت ذلك قائلة: «لا أنكر أنني تأثرت بالدراما المصرية كثيراً، خاصة أعمال الكاتب وحيد حامد وأسامة أنور عكاشة، لأنهم كانوا يحولون الدراما إلى شخصيات حقيقية وليست خيالية، وهذا هو ما أحاول تقديمه، فأنا من الممكن أن أكتب مسلسل بناءً على شخصية واحدة كتبتها باقتناع مثلما حدث مع شخصية الشيخة حليمة في مسلسل «المكتوب»، فهي صاحبة الخط الدرامي الأول بالمسلسل، بنيت الصراع بين العائلات على وجودها وتطورت الأحداث وفقاً لتكوينها وردود أفعالها، وهي شخصية غير مستهلكة وجديدة أردت بها أن أقرب الجمهور من الجانب الإنساني للشيخات».
ترفض اليوسفي الاتهامات الموجهة لها بجعل الأعمال الدرامية المغربية، عبارة عن مسلسلات تركية ولكن يتحدث مُشخصيها “الدارجة”، وكان جوابها قاطعا: «التمغريبت لا تعني أن ترتدي السيدات للجلابة، والجلوس على “السداري”، ولكن أنا أقدم نوعية دراما مختلفة تهتم بصراع العائلات، وهو نوع معروف عالمياً، وهي دراما عائلية تناسب العصر الحديث».