الطرز الرباطي

من رحم الحضارة المغربية العريقة، ينبثق فنّ الرباط، حكايةٌ تُروى على مهلٍ، بخيوطٍ تتراقص على أنامل ماهرة، تُنسج لوحةً فنيةً ساحرةً تُجسّد عراقة الماضي وحضارة الحاضر.

يُشكل «الطرز الرباطي» تراثًا عريقًا يتناقله الأجيال، كقطعةٍ من المجوهرات الثمينة، يمزج بين عبق التاريخ ونكهة العصر الحديث. ينساب الحرير أو القطن أو الكتان تحت أنامل الحرفيين المهرة، ليُزهر على شكلِ أغطيةٍ زاهيةٍ، وأوشحةٍ رقيقةٍ، وأفرشةٍ دافئةٍ تُزيّن البيوت وتُضفي عليها لمسةً من الأناقة والفخامة.

تتشكّل زخارف «الطرز الرباطي» بانسجامٍ بديعٍ، مستوحاةً من عبق الأندلس، متأثرةً بالفنون الإسلامية، ممزوجةً بنقوشٍ إفريقيةٍ ذات طابعٍ نباتيٍّ فريدٍ. تتمازج الألوان بروحٍ فنيةٍ عالية، فيتسيّد اللون الأحمر باسقًا، يرافقه الأزرق الداكن أو الأصفر الذهبي، ليرسم لوحةً آسرةً تُبهر الناظرين.

يُزيّن «الطرز الرباطي» أسرّة العرائس، كرمزٍ للثراء والجمال، وقطعةٍ فنيةٍ تُخلّد ذكرى فرحٍ لا ينسى. تُطرّز الوسائد بألوانٍ زاهيةٍ، تُضفي على الغرف لمسةً من الدفء والراحة. وتُزيّن أغطية الموائد بأشكالٍ هندسيةٍ بديعةٍ، تُضفي على موائد الطعام رونقًا خاصًا.

«الطرز الرباطي» ليس مجرّد صنعةٍ تقليديةٍ، بل هو رحلةٌ عبر الزمن، حكايةٌ تُروى بخيوطٍ ذهبيةٍ، تُجسّد عراقة المغرب وحضارته العريقة.

التنبات والعقاد.. لوحة فنية تُطرز بالصبر والإبداع

تُزينُ أناملُ الحرفياتِ المبدعاتِ ثوبَ القفطانِ بِبَرَاقِ الأحجارِ الكريمةِ، فتُضفي عليهِ رونقًا ساحرًا وجاذبيةً لا تُقاومُ. يُطلقُ على هذهِ التقنيةِ اسمُ «التنبات»، وهي تُجسّدُ مهارةً فائقةً وحسًا جماليًا راقيًا لدى صانعاتِها. تُستخدمُ في «التنبات» أحجارُ الراينِ والكريستالِ، إلى جانبِ الترترِ وأحيانًا اللؤلؤِ المستنبتِ، لتُضفي على القماشِ لمسةً من الفخامةِ والأناقةِ.

تُطرزُ هذهِ الأحجارُ بدقةٍ وعنايةٍ فائقتينِ، مُشكّلةً نقوشًا وأشكالًا هندسيةً بديعةً تُضفي على القفطانِ رونقًا خاصًا. يُعدّ أسلوبا «العقيق» و»الموزونة» من أشهرِ تقنياتِ «التنبات». ففي «العقيق»، تُستخدمُ خرزاتٌ صغيرةٌ ملونةٌ لِتُشكّلَ زخارفَ مُعقّدةً تُضفي على القفطانِ لمسةً من البهجةِ والحيويةِ. بينما يعتمدُ «الموزونة» على خيوطِ الحريرِ الذهبيةِ لِتُطرزَ نقوشًا دقيقةً تُضفي على القفطانِ لمسةً من الفخامةِ والأناقةِ.

تُزيّنُ «العقاد» أيضًا ثوبَ القفطانِ، وهي عبارةٌ عن أزرارٍ صغيرةٍ تُصنعُ من الحريرِ المجدولِ والخيوطِ الذهبيةِ. تُصطفّ هذهِ «العقاد» على طولِ القفطانِ من الأمامِ، وتُستخدمُ لإغلاقهِ. تُصنعُ «العقاد» بمهارةٍ فائقةٍ ودقةٍ متناهيةٍ، ممّا يُضفي على القفطانِ لمسةً من التّفرّدِ والجمالِ. تُشكّلُ صناعةُ «التنباتِ» و»العقاد» مصدرَ دخلٍ هامٍ للعديدِ من النساءِ، ممّا يُساهمُ في تمكينِهنّ اقتصاديًا واجتماعيًا. تُعدّ هذهِ الحِرفُ شاهدًا على إبداعِ المرأةِ المغربيةِ ومهارتِها الفائقةِ في صناعةِ القفطانِ، ذلك الثوبِ العريقِ الذي يُجسّدُ تراثًا ثقافيًا غنيًا.

لا يمتلك الأطفال حتى سن المراهقة القيمة المعرفية لأهمية ضبط الوقت، واحترام المواعيد، وتعليم الأطفال تلك المهارة يمنحهم مفتاح سحري لتجنب الكثير من المشكلات في الكبر.
هي الحكواتية التي دخلت حقل الحكي بالصدفة المحضة في بلد موليير. استثمرت كتاباتها وما سمعته في جلسات الجدة والوالد  لتبصم هويتها الإبداعية بتميز.
الفنان مصطفى مفتاح يفتح لكم أبواب عالمه في غاليري أفريكان آرتي يوم الخميس 26 شتنبر على الساعة 19:00.