سمفونية القفطان المغربي

في رحاب مدينة مراكش العريقة، حيث عبق التاريخ يتشابك مع نسائم الحاضر، احتضن متحف «دار الباشا» معرضًا استثنائيًا بمثابة جوهرة تتلألأ في تاج «أسبوع القفطان»، تجلّى هذا المعرض كنافذة ساحرة على روائع الحرفية المغربية الأصيلة، حاملاً الزوار في رحلة عبر الزمن لاستكشاف دروب هذا الزي العريق.

من زخارف المعلم المبدع إلى فنون التطريز المتقنة، وتزيين الأحجار الكريمة، برزت في رحاب المعرض كلّ حرفة وفنّ ساهم في صياغة حكاية القفطان عبر العصور. فكانت كلّ قطعة معروضة أشبه بسرد لفصلٍ من فصول تاريخ الموضة المغربية، حكاية تتناغم فيها أصالة الماضي مع حيوية الحاضر، لتُخلّد عبق التقاليد الراسخة التي تُغذّي هذا التراث الثري.

تكريم للحرفيين المهرة

لم يكتفِ المعرض بتقديم رحلة عبر الزمن، بل أتاح للزوار فرصة الغوص في قلب عالم الحرفيين المهرة، حيث شاهدوا بأعينهم عروضًا حية لأدواتهم التقليدية، واستمتعوا بمشاهدة تحول خيوط بسيطة إلى لوحات فنية ساحرة على أيدي هؤلاء المبدعين. لقد كانت لحظات ثمينة أتاحت للزوار التقدير العميق لِما تحمله أيادي الحرفيين من مهارات فائقة، تُضفي على كلّ قفطان رونقه الفريد وتصميمه المُعقد.

أصالة اللباس المغربي

إلى جانب روائع القفطان التقليدي، برزت في المعرض إبداعات عصرية جسّدت تحدّيًا جريئًا للقواعد المألوفة، مع الحفاظ على جوهر الحرفية المغربية العريقة. فكانت هذه التصاميم بمثابة شهادة حيّة على قدرة القفطان على التجديد والتكيّف مع متطلبات العصر، دون أن يفقد بريقه الخالد وأناقته المُتناهية.

ولعشاق التراث والجمال، كان معرض «دار الباشا» بمثابة متحف حقيقي للقفطان، يُجسّد بعمقٍ غنى هذا الرمز المغربي الأصيل ويُحيطُه بِهالة من الغموض والسحر. وبالنسبة للجميع، كان هذا المعرض بمثابة تحية حارة للحرفيين المغاربة الذين يُغذّون شعلة الإبداع في رحلة القفطان عبر العصور، ويُحافظون على مكانته كرمزٍ خالدٍ للأناقة والرقيّ.

من قصر الملك إلى زينة المناسبات

يتجاوز القفطان المغربي كونه مجرد ثوب تقليدي، ليتجسد كرمز ثقافي وحرفي راسخ في هوية المغرب. تخطّى تاريخه العريق صفحات الكتب ليُخلّد في رحلة عبر الزمن، بدءًا من ذكره في أقدم الوثائق المكتوبة على يد رحالة جغرافيين مثل ليون الإفريقي وليويس دي مارمول كارفاخال في القرن السادس عشر.

تُشير أقدم الوثائق إلى ظهور «القفطان» في القرن السادس عشر، حيث ذكره الرحالة «ليون الإفريقي» و»ليويس دي مارمول كارفاخال» في رحلاتهم. في ذلك الوقت، كان هذا الزي الأنيق حكرًا على بلاط الملوك والأعيان، يُزين أجسادهم في المناسبات الرسمية والاحتفالات الملكية.

في نهاية القرن الخامس عشر، أحدث وصول المسلمين واليهود المطرودين من الأندلس ثورةً في التقاليد الحرفية للمغرب. أدخلوا معهم تقنيات وأساليب جديدة، انصهرت بدورها مع المهارات المحلية، لتُثري عالم القفطان وتُضفي عليه رونقًا فريدًا. تحوّل هذا الزي، الذي كان حكرًا على البلاط الملكي، إلى رمز ثقافي يُزين أجساد المغاربة في مناسباتهم المهمة، حاملًا مع كل ثنية من ثنياته حكاية حضارة عريقة.

غادرنا المكان ولم تغادره أرواحنا ..إنها غزة ... لقد أجبرتنا حرب الابادة التى ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلى على تجرع المزيد من الحسرة والألم ..
عبرت الممثلة المصرية يسرا عن سعادتها بحضور فعاليات الدورة الواحدة والعشرين من مهرجان مراكش، بعد فترة غياب عنه، كما أشارت إلى التراكم والسمعة الدولية التي حققها المهرجان، وأهميته في ترويج صورة حقيقية للثقافة والواقع العربي.
"MAMMIA" تُحدث نقلة نوعية في حياة الأمهات المغربيات بإطلاق مضخة الثدي اللاسلكية.