مصدر الطاقة
الإنسان عبارة عن طاقة، وبدون طاقة لا يكون له وجود فوق الأرض، إذ شرحت المتخصصة في المرافقة الحياتية قائلة : « يستمد الإنسان طاقته من مصادر مختلفة منها المصادر البيولوجية، وأيضا البيئة المحيطة، الغذاء الذكي أو الصحي فهو مصدر رئيسي للطاقة، النوم خاصة العلاجي منه ، وهو نوم صحيح متوازن يبدأ من الساعة العاشرة مساء حيث يبدأ فترة الشفاء الذاتي، الراحة، الحصول على القيلولة بعد وجبة الغذاء وهي مهمة لتجديد الطاقة، إضافة إلى الصحة النفسية، وشكل العلاقات وكونها إيجابية من عدمها، وأيضا قدرة الإنسان على إنقاذ نفسه من العلاقات السامة الناعمة التي تعد المصدر الرئيسي لاستنزاف الطاقة وتختلف الطاقة من شخص لأخر بناء على تلك العوامل السابقة، وأيضا العوامل الوراثية تلعب دور كبير في قدرة الإنسان على تجديد طاقته وكيف يتعامل مع الحياة، فهناك أشخاص لديهم استعداد وراثي للمرونة النفسية، وهناك أشخاص وراثيا أصحاب صحة نفسية هشة، ولكن من المهم جداً الإشارة إلى أنه يمكن للإنسان إعادة شحن طاقته بشكل يومي، عن طريق التغذية الصحية، شرب الماء الحي، النوم العلاجي، الرياضة»
نمط حياة صحي = طاقة متوازنة.
«أول ما يجب أن يضبطه الشخص الذي يعاني من التوتر المزمن، هو نمط العيش الخاص به، بداية من عدد ساعات النوم المثالية، حيث يجب أن يحصل على القدر الكافي من النوم في الفترة بين العاشرة مساء حتى الرابعة فجراً، إضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية حتى لو كانت المشي أو العدو الخفيف، ثم ضبط تنوع الطعام ومواعيد تناول الوجبات، والابتعاد عن تناول السكريات والمقليات حيث يساهمان في إفراز الكورتيزون والأنسولين في الدم، مما يؤثر على الجهاز العصبي، وأخيرا هو منح الإنسان وقت لنفسه وذاته بحيث يتعرف فيه على نفسه، وما يريد فعله بالضبط، وأيضا القيام بتمارين التنفس المنضبط، والاسترخاء، فإذا اتبع الأشخاص التعليمات السابقة وظلت حالة القلق المزمن، فهو يحتاج إلى مساعدة كوتش متخصص لإعادة ترتيب أولويات حياته» تقول مجطية المتخصصة في الإرشاد الحياتي.
التوازن بين الطاقة الأنثوية والذكورية
يضطر نمط الحياة السريع إلى دفع بعض الأشخاص إلى التخلي عن طاقتهم الذكورية لحساب طاقتهم الأنثوية والعكس صحيح، مما يخلق لهم نوع من الاضطراب الطاقي، وشرحت الكوتش هذه المعادلة قائلة : «الطاقة الأنثوية هي تلك الخاصة بالإبداع، الابتكار الرعاية والعطاء، أما الطاقة الذكورية فهي المتعلقة بالقوة، الشجاعة وتحمل المسؤولية، وأصبح من الشائع هو أن معظم الأشخاص خاصة السيدات لا يحرصن على توازنهن الطاقي، من خلال الوعي بسلوكهن، فأنا دائما أقول للسيدات : «لا تقومن بتركيب «موستاج- شنب» «ولابد لكل امرأة أن تعرف موقع الرجل في حياتها، لأن لديها تحديات أخرى، ولا يمكنها أن تقوم بفعل كل شيء، لأنها إن تولت جميع المسؤوليات سوف يحدث لها نفاذ سريع في الطاقة ، والذي يظهر في انخفاض مستوى الطاقة في الصباح، الميل إلى العزلة والاكتئاب، الشعور المستمر بالضغط والتوتر، انخفاض القدرة الإنتاجية، اضطرابات النوم، الانعزال وقد يتطور الأمر إلى الرغبة في إيذاء النفس وفي هذه الحالة لابد فورا للجوء لمتخصص للمساعدة النفسية».
علاقات سامة
أصبحت العلاقات الاجتماعية واحدة من أهم أسباب الضغوط النفسية في العصر الحديث، خاصة مع سرعة إيقاع الحياة، وتشابك العلاقات الاجتماعية الواقعية والافتراضية، مما جعل الكثير يعاني في علاقته بالمحيطين به، ومنحت «الكوتش» المعتمدة نصيحة لقراء نساء من المغرب قائلة :»لابد للإنسان أن يضع حدود نفسية يحمي بها ذاته، ولكن لا يمكن للإنسان أن ينهي علاقته مع أشقاءه أو والديه أو حتى أبناءه بحجة الإيذاء النفسي ، لأن للأسف مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في نشر ثقافة الأنانية في العلاقات الاجتماعية، وليس معنى ذلك أن يترك الإنسان نفسه عرضة لتهميش الناس أو إيذاءهم ولكن تأطير العلاقات الاجتماعية بمعنى وضع إطار لكل علاقة وخلق حائط نفسي كنوع من الحماية هو الأساس الذي يجب أن نبني عليه علاقاتنا. ولذلك يجب أن يحيط الإنسان نفسه بخمس أشخاص إيجابيين يمنحوه الطاقة للتقدم للأمام، ويساعدوه على تجنب سلبية الآخرين، وهؤلاء الذي نصنفهم في دائرة العلاقات المحبطة، لا نقطع علاقتنا معهم ولكن نؤطرها بشكل يساهم في الاحترام المتبادل وعدم اختراق مساحة الآخر».
حلول واقعية
«يستطيع الإنسان أن يكون معالج وداعم وكوتش نفسه، وأن يعمل على حماية طاقته، والحفاظ عليها بشكل يومي، عن طريق أولا التنفس الصحيح، الذي يضمن تفريغ الشحنة السلبية بالجسم، ولابد من أن يعرف الجميع كيفية التنفس الصحيح، وهو تمرين بسيط لا يتطلب المال ولا الوقت، فقط كل ما علينا أن نتنفس ببطء ونفكر في أشياء إيجابية خلال العملية، وبالطبع التنفس على شاطئ البحر يوفر فرصة أكبر للاسترخاء، ومن أجل أقصى استفادة ممكنة أنصح الجميع بالقيام بتمارين التنفس في الصباح الباكر لمدة 15 دقيقة، وسوف يلاحظ الأفراد التغير النفسي والبدني الذي سوف يحدث لهم، إضافة إلى الحرص التام على النوم والتغذية الصحية الذكية، تحديد شكل علاقاتنا بالآخرين، وأعتقد أن الالتزام بالنصائح السابقة سوف يمنح للإنسان سلام داخلي، مما ينعكس على علاقته بمحيطه على المستوى العملي والشخصي» تقول ليندة مجطية.