أزيد من ثلاث ساعات من عمر حفلة استهلها نجمها الأول بغناء ” المثل العالي” للراحل اسماعيل أحمد بمناسبة السنة الهجرية الجديدة. أجواء من الروحانية أدخلت مشاعر جمهور قصر الباهية في هدوء الأغاني الدينية وخشوعها. ليسافر بها من أرض البهجة وسبعة رجال إلى بلد الأرز لبنان، وبالضبط الى ريبرتوار عراب الأغنية اللبنانية “وديع الصافي”. هكذا ألهب، من خالدات الأخير “الليل يا ليلى” الجمهور الذي تحول إلى كورال مرة، وإلى مطرب مرات في تبادل للأدوار بينه وبين” الزبادي”، الأخير راوغ بجمال صوته أبيات من شعر الأغنية صادحا: ..إلا إذا غنى الحوز ليلى. ذكاء من العارف بما يثير جمهور له ذاكرة طرية لربط الحوز بما تفجر فيه من مواقف، عكست تامغرابيت إنسانيا وفنيا. ومثل لاعب كرة متمرس، حلق الزبادي من عش الغناء الشرقي الى الغناء لرموز المغرب برائعة عبد الهادي بلخياط “قطار الحياة”، وجمالية ” ساعة سعيدة” لمحمود الادريسي، وما بين هذا السفر الفني، أبدع في إدخال المواويل والقدود الشرقية في غناء المغربيات الخالدة، وبصوته الصادح حمل الأسماع إلى ” يا صلاة الزين” للمطرب زكريا أحمد. قبل أن ينهي حفلته التكريمية بغنائه أغنية “نداء الحسن” التي شاركته المسرح في غنائها فرق شعبية تخللت أصواتها بأصوات جمهور ذواق وحافظ للروائع.
تكريم الزبادي على يد مدير المهرجان الوطني للفنون الشعبية، السيد محمد الكنيدري، وإطلاق لقب مطرب الأجيال عليه، كان لحظة اعتراف بمساره ورمزيته التي جعلته إحدى الأصوات التي غنت بدار الأوبيرا المصرية ، ومؤخرا في حفلة ليلة السنباطي المنظمة من قبل الهيئة العامة للترفيه بالسعودية.
حفلة اختتام المهرجان الوطني للفنون الشعبية المقامة بقصر الباهية أحيته أيضا فرقة عبيدات الرمة بواد زم، وهوريات مراكش.